الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هل يصلح العراق ما أفسدته إيران؟

«.. الحكومة العراقية غير قادرة على حل نزاع مسلح بين عشيرتين في محافظة البصرة، فكيف ستحل النزاع بين أمريكا وإيران؟».. يعد هذا من أكثر التعليقات التي تداولها العراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي، حول مقترح رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي بالتوسط بين واشنطن وطهران لتهدئة الأزمة بين الطرفين، على خلفية مخالفة إيران للاتفاق النووي وتهديداتها لأمن المنطقة والمصالح الدولية بغلق مضيق هرمز، أمام عبور ناقلات النفط القادمة من دول الخليج العربي.

التعليق واقعي للغاية، فمنذ أشهر يشتعل نزاع مسلح بين عشيرتين في الجنوب ولم تستطع الحكومة العراقية حله، فكيف ستحل نزاعاً بين أمريكا وإيران.

يضاف إلى هذا أن هناك المئات من الملفات الخلافيّة بين الأحزاب والقيادات السياسية العراقية لم يتم حلها، أقلها عدم اتفاقهم حتى اليوم على ترشيح وزيري الدفاع والداخلية، وقد مضى على تشكيل الحكومة الحالية أكثر من ستة أشهر.


وفي رصد لتصريحات المسؤولين العراقيين حول الأزمة بين واشنطن وطهران، وخاصة خلال لقاءاتهم بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي زار بغداد الأحد الماضي لكسب الموقف العراقي، سنجد أن العراق بلا موقف حقيقي أو بالأحرى لم يحسم موقفه بعد، فالرئيس العراقي برهم صالح أكد «ضرورة منع الحرب والتصعيد»، بينما شدد رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي أهمية «تجنيب المنطقة أضرار العقوبات ومخاطر الحرب»، فيما ذهب رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، إلى القول إن «العراق لن يكون في أيِّ محور».


هذه التصريحات تبدو حيادية ولا تنم عن موقف منحاز لإيران، باستثناء تصريح وزير الخارجية، محمد علي الحكيم، وهو إيراني الهوى، الذي قال: «إن بغداد ترفض التصرفات الأمريكية أحادية الجانب».

في الجانب الآخر تأتي مواقف زعماء الأحزاب الشيعية والميليشيات الموالية لإيران، والتي تشدد على ضرورة الانحياز لـ «الجارة الإسلامية ـ إيران»، بل إن تلك الأحزاب والميليشيات رفعت لافتات في المحافظات الجنوبية تطالب بالوقوف مع إيران.

وفي العموم فإن الإدارة الأمريكية لا تعول على مواقف هذه الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، بقدر اعتمادها على موقف الحكومة العراقية، وتبدو واشنطن متيقنة أنه إذا جدَّ الجد فسيكون موقف الحكومة هو التزام الصمت، لكنه لن يكون مؤيداً لطهران في أسوأ الأحوال، وواشنطن تدرك جيِّداً أن العراق غير قادر على إصلاح ما أفسدته إيران بمخططاتها العدوانية في المنطقة.