الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حكومة إيران الطائفيَّة.. كيف ترى مصلحة الوطن؟

أصابع الاتهام تشير إلى «الحرس الثوري الإيراني»، وتحمله المسؤوليَّة المباشرة عن الهجمات التي شُنَّت على ناقلات نفط قُبالة الإمارات؛ لأن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود إليه، الذي أتهمه أيضاً بالوقوف وراء الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد.

كما أن نظام آية الله يدير ثكنة حربيَّة متنقلة، مكونة من جماعات ومليشيات، وانتحاريين، ومخابرات، وخلايا سريَّة، وكلها شبكات هائلة من التنظيمات الإرهابيَّة التي يديرها من خلال الحرس الثوري، فقد لغمت المنطقة بوكلائها المزروعين في كل مكان، ليتأكد مدى إصرارها على توسيع دائرة الهيمنة، وتعزيز شبكة المتطرفين والإرهابيين في سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن وجود مليشيات إرهابيَّة على حدود الخليج العربي تشكِّل خطراً داهماً لا محالة.

إن المخاطر لا تزال محدقة، فالرئيس الإيراني حسن روحاني يرفض فتح باب التفاوض مع الولايات المتحدة، في ظل الأوضاع الراهنة، حتماً إن هذه القرارات وردَّات الفعل المتشددة عهدناها منذ تسلم هذا النظام مقاليد الحكم في سبعينات القرن الماضي، الحكومة الطائفيَّة محدودة الأفق تلغي الهويَّة الوطنيَّة، والأكيد أنها لا تملك القرار السليم، والدبلوماسيَّة السياسيَّة الصائبة.

الطائفيَّة وأعراضها المرضيَّة المزمنة، منها على سبيل المثال، انتهاكات المليشيات الانقلابيَّة الحوثية وخروقاتها بحقِّ السكَّان الوطنين وإخوانهم وجعلهم دروعاً بشريَّة، وقصف المواطنين العزل في المحافظات، وتفخيخ الطرق بزرع نحو مليون لُغم في أنحاء متفرقة من اليمن في الأماكن السكينة وغيرها من المناطق الحيويَّة؛ مثل هذه المنظومات المذهبيَّة لا يمكن أن تسودها الحكمة والعقل، كيف لها ألا تشهد صدامًا؟

مثل هذه المؤشرات والمعطيات تجعلنا نرجح أن يتعامل النظام في طهران مع وتيرة الأحداث المتسارعة بالعناد والمكابرة، لأن حكومة طهران تعتبر الحوار تنازلاً وانتقاصاً من كرامتها القوميةـ الفارسية المزعومة.