الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

قصص الأطفال.. وزوجة الأب

لا أزال أقرأ كتب الأطفال، كما كنت منذ الصغر، فعلى سبيل المثال، طالعت قصة تدور أحداثها حول أمير ذهب إلى الصيد في غابة، وهناك صادف امرأة تبكي، وهي تشير إلى رجل قد أختطفها، فقتله الأمير.. لم تكن هناك مناقشة أو محاكمة، فقط «قتل»، في القصص الأخرى التي قرأتها.

فأثناء قراءة القصص الخيالية العديدة التي لدي لاحظت أن هناك دائماً خصوماً في القصص، فعلى سبيل المثال، في قصة «ساندريلا» نجد أن الخصم هو زوجة الأب الشريرة، وهو أيضاً في حكاية هانسيل وجريتيل من قبل الأخوين غريم على الرغم من وجود حبكة مختلفة لكل قصة، المهم أن الشخص الذي يتكرر هو زوجة الأب الشريرة، ومن المعروف أن هذا لا يتطابق مع الواقع، لكن بالنسبة للأطفال الذين يقرؤون القصص الخيالية في سن مبكرة جداً، فإن هذا يشكل الطريقة التي يمكنهم من خلالها النظر إلى زوجة الأب.

لقد جعل بعض الكتاب زوجة الأب تعادل الوحش في مستوى الشر، ما يرسل دلالة سلبية للأطفال، ويجعلهم يخشون زوجة الأب في المستقبل، وقد وجد أحد الباحثين أن أكثر صور الشر الشائعة في قصص الأطفال تشمل الدببة والذئاب والعمالقة والغيلان والساحرات وزوجات الآباء.


إن تقديم زوجة الأب باعتبارها كائناً شرّيراً يعزز الصورة السلبية في الذهن، ويصبح من الصعب رؤيتها بطريقة أخرى غير تلك التي صورتها القصص القديمة، وعليه يجب أن تتغير هذه الكلمات والأفكار السلبية بحيث ألا تكون زوجة الأب شخصية شريرة، ذلك لأن دراسات علمية ونفسية أثبتت أن القراءة لها دور مهم في تنمية جوانب شخصية الفرد، سواء كانت المعرفية أو العاطفية.. لنجعل أطفالنا يكسبون سلوكيات إيجابية عن طريق القراءة.