الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«مودي».. ووعود بكسب ثقة الأقليات

في خطابه الأول أمام المنتخبين الجدد من أعضاء البرلمان من التحالف الوطني الديمقراطي ـ في القاعة المركزية بالبرلمان الهندي يوم السبت الماضي ـ أكد ناريندرا مودي عزمه على بذل الجهود لكسب ثقة الأقليات والمعارضين له، وناشد المنتخبين الجدد من نواب البرلمان العمل على إزالة أسطورة أو وهم الخوف المسيطر على أقليات (مسلمي) الهند.

وقال مودي إن الهنود جميعهم شاركوا معاً في الحرب الهندية الأولى لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني في عام 1857، وأكد أنه يجب علينا الآن استحضار روح الحرب الأولى لنعمل معاً للحرية من الفقر، وتحقيق نهضة الهند الجديدة.

وانتقد مودي الأحزابَ السياسية الأخرى التي استغلت الأقليات حتى الآن كبنك للأصوات من دون أن تفعل شيئاً لرفع مستواهم الاقتصادي والمعيشي ودمجهم في التيار العام، وبدلاً من ذلك أبقتهم في فخ الخوف والتخلف، وأضاف مودي: «إنه قد آن الأوان في 2019 لنعمل من أجل نهضة وكسب ثقة الجميع».


كلمات ذات أهمية كبيرة من زعيم عملاق قاد حزبه وتحالفه إلى انتصار تاريخي وكاسح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في الهند مرة ثانية، وسط مخاوف بين المسلمين؛ الأمر الذي أشار إليه مودي في خطابه.


وقد بعثت كلماته أملاً بين المسلمين بأن حكومته سوف تبذل جهوداً مخلصة لتحسين وضع المسلمين التعليمي والاجتماعي والاقتصادي.

يُذكر أن المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة يشكلون قرابة 14 في المئة من سكان الهند، ويمثلون ثاني أكبر تجمع سكاني للمسلمين بعد إندونيسيا، إلا أنهم في الدرجة السفلى من السلم التعليمي والاقتصادي والمعيشي، وأظهرت تقارير كثيرة، أهمها تقرير لجنة ساشار الصادر عام 2006 الوضع المتدني جداً للمسلمين، وكشف التقرير أن مشاركة المسلمين في وظائف الخدمة المدنية في الهند، وخاصة في الخدمات الإدارية والخارجية ودوائر الشرطة ضئيلة جداً، فهناك ثلاثة في المئة فقط من المسلمين في الجهاز الإداري (IAS)، و1.8 في المئة في الخارجية الهندية، وأربعة في المئة في جهاز الشرطة، و4.5 في المئة في السكك الحديدية، وفي الأجهزة الأمنية 3.6 في المئة في المستويات والدرجات العليا منها.

وأوصى التقرير بأن حالة المسلمين الهنود لن تتحسن ما لم تتخذ الحكومة إجراءات مناسبة لدمجهم في التيار العام، كما أشار إليه مودي، كما أنه لا بد للمسلمين من أن ينتقلوا من خندق الدفاع إلى تنظيم النفس تعليمياً واقتصادياً واجتماعياً، وأن يركزوا كل التركيز على التسلح بالتعليم العصري العالي.