الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الهجمات الحوثيَّة .. التوقيت القاتل

استهدفت ميليشيات الحوثي الانقلابيَّة المدعومة من إيران، مطار أبها الدولي بمقذوف عسكري منذ يومين، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين .. التصعيد في هذا التوقيت قاتل للغاية، وتتمثل خطورته في كون الاعتداءات من الميليشيات الحوثيَّة الإرهابيَّة هي الأكثر تجاوزاً واستفزازاً، في فترة تشهد المنطقة تصعيداً غير مسبوق، حتماً قد ارتقت تلك الأفعال إلى أن توصف بأنها جرائم حرب؛ لأنها اعترفت أولاً: بمسؤوليتها وتعمُّدها باستخدام صاروخ (كروز)، وثانياً: لأن استهداف المدنيين والبنية التحتيَّة مخالف لكل الأعراف الدوليَّة والإنسانيَّة، كما يعد التخطيط والتدبير لهذه العمليَّة خرقاً لكل المعاهدات الدوليَّة والمواثيق الإنسانيَّة والاتفاقيات الإقليميَّة.

وقد ظهرت إرهاصات العدوان الحوثي كدليل على دور إيران الخبيث في التخريب وتدمير المنطقة، بصماتها ظاهرة واضحة للعيان، فما كانت تتمادى هذه الجماعات إلى هذه الدرجة لولا الاستقواء بأذرع إيرانيَّة، لتسند الانقلابيين في عملهم العسكري، وتتكامل معهم في تحقيق أهداف الملالي المنشودة.

ليس سرّاً أن الحوثي مرآة لنهج وسياسة طهران، لا سيما كتعبير عن مدى التوتر القائم في الخليج، سواء بين واشنطن وطهران، حيث لا تتورع إيران في خوض المغامرات، ولا تبالي بالتحذيرات الأمريكيَّة، وتواجه التحديات الحاصلة بعناد كبير وإصرار قلّما يوجد له نظير، فها هي بأعمالها المشينة تلك تعمل على تقويض كل الجهود المبذولة نحو تحقيق السلام، وبسببها تبعثرت كل الجهود الدبلوماسيَّة والمكوكيَّة التي يقوم بها كل الأطراف الدوليَّة، بغية طي صفحات الحروب ومآلاتها المدمرة.


الهجمات الحوثيَّة لا تستهدف السعوديَّة فحسب، ولكن تسعى إلى تخريب إقليمنا الخليجي الذي هو أشد المتضررين، لذلك فحربنا اليوم ليست القضاء على أوكار إرهابيَّة، أو عصابات انقلابيَّة، بل قوى التحالف وخوض معركة المصير المشترك ضد المشروع الطائفي الإيراني الذي توغَّل إلى عواصمنا العربيَّة بما فيه الكفاية، ومحاولة جعل اليمن ساحة معركة وتهديد لدول الجوار، كأن قوة التحالف واجبها أن تحمي موطن العروبة ومعقل القبائل وأنساب العرب، وامتداد لعروبة الخليج ومحيطه، من أجل عودة الاستقرار والأمان إلى اليمن وشعبه.