الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المستقبل والأجيال القادمة

عند الحديث عن المرأة ومدى ما تم منحها من حقوق، يجب التفريق بين مجتمع وآخر وبين بلد وبلد، لأن هناك تباين كبير، على سبيل المثال في دولة الإمارات تم تجاوز كثير من دول العالم في هذا الملف، فالمرأة الإماراتية ومنذ تأسيس بلادنا تشارك في البناء والنهوض يداً بيد مع شقيقها الرجل.. إلا أن ملف المرأة في مجتمعات أخرى شائك ومؤذٍ، ولم تمنح الحقوق الاجتماعية ولا الشرعية ولا الإنسانية .. هناك إرث كبير من التجديف ضد المرأة ومكانتها، وهناك تشوه منذ القدم ويوجد من يغذي هذه التشوهات ولا يريد الإصلاح والتقويم والعلاج.. تكتشف مثل هذا الخلل من خلال مقولات وأمثال يتم ترديدها على مواقع التواصل الاجتماعي ويتم الاحتفاء بها والتعليق عليها، مثل مقولة «لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكي» ومثل مقولة «ما لا يقدر عليه الشيطان تقدر عليه المرأة»، ومقولة أخرى تحمل الظلم بمعناه الحقيقي «عندما تفكر المرأة بعقلها فإنها تفكر في الأذى» ومقولة ثانية تتنافى مع قيمنا تقول «من له بيت هادئ ليس له زوجة».
وهناك سيل جارف من مثل هذه الكلمات التي يتم تداولها ومنتشرة على شبكة الإنترنت، لدرجة وجود صفحات عنوانها: أقوال عن المرأة، جميعها تقليل وحط من قدرها ومكانتها، بل توجد أيضاً قصائد وقصص جميعها تدور حول المرأة تشكك في عقلها وقدراتها.هذا الواقع المظلم كما ذكرت يوجد في مجتمعات متعثرة علمياً وثقافياً ومعرفياً، حيث يوجد فيها البعض ممن يشجع مثل تلك المقولات والأمثال ويعدها نبراساً ودلالة على نظرته السطحية للمرأة، غني عن القول إنه لا مبرر لترديدها في هذا الزمن الذي يتوهج بالعلوم وبالتكنولوجيا والمعرفة، وأيضاً لا أعتقد أن هناك من يرضى إسقاط هذه المقولات على أمه أو على ابنته أو على زوجته أو شقيقته، وبما أن هذه هي الحال فلماذا يتم الرضا والموافقة والتأييد لهذه المقولات ونشرها والاحتفاء بها؟
في عالمنا العربي والعالم بصفة عامة، بقع ما زالت تئن من ويلات التخلف والجهل، والأمل في المستقبل والأجيال القادمة أن تكون أكثر وعياً وعلماً ومعرفة.