الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

يحدثُ في عاصمة النور

صودف أنني كنت أجلس في أحد المقاهي بباريس، وفجأة وجدت عدداً من الشباب يضعون علم تركيا على أكتافهم، ويتغنون بأناشيد لا أفهم منها حرفاً، والسيارات تمرق أمام بصري وقد تكدس بها عدد من الشبان، ويعلو صوتهم بالصراخ البهي، بينما الأعلام التركية تخرج من السيارات تطير في سماء عاصمة النور، التفت إلى الفتاة العربية التي كانت تجلس بجانبي، وسألتها: ماذا يحدث؟ قالت «هؤلاء شبان من تركيا فرحون بانتصار منتخبهم في المباراة ضد فرنسا»، ثم ضحكت وأردفت: «هل تصدقين لو أخبرتك أن هؤلاء الشبان قد ولدوا في فرنسا، لكنهم يخرجون فرحين بانتصار منتخب بلادهم الأم.. إنها فرنسا يا سيدتي وطن الحرية».

تخيلت ذلك الأمر يحدث في أحد الأوطان العربية، بالتأكيد لن يفلت هؤلاء من عراك المواطنين ولربما رموهم بالطوب وتقاتلوا معهم، فالانتماء القومي العربي لدينا أقوى من الحرية.

بعد هذا المشهد قررت أن أقرأ عن دستور فرنسا، ووجدت في إعلان حقوق الإنسان والمواطن الصادر في 26 أغسطس 1789م: «أن الناس يولدون ويظلون أحراراً ومتساوين في الحقوق، وأن الهدف من كل مجتمع سياسي هو المحافظة على الحقوق الطبيعية للإنسان، كما أن الحرية تكمن في القدرة على فعل كل ما لا يضر بالغير، ولذلك فإن ممارسة الحقوق الطبيعية لكل إنسان ليس لها حدود، ويحق للقانون أن يمنع فقط الأعمال التي تضر بالمجتمع، وإن القانون هو التعبير عن الإرادة العامة».


وبهذه المناسبة تذكرت قبل عامين حينما لعب المنتخب السعودي ضد المنتخب اليمني، وكيف حمل اليمنيون لوحات عريضة تعبر عن حبهم للوطن الذي احتواهم، وأن النصر لأيّ فريق هو فخر لهم.