الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

انتخابات موريتانيا.. مرشح النظام الأوفر حظاًّ

تَتواصل في موريتانيا هذه الأيام حملةُ انتخابات رئاسية تمهيدًا لاقتراع عام سيجري يوم السبت المقبل، ويتنافس فيها سِتةُ مرشَّحين، وهم: محمد ولد الغزواني، قائد أركان الجيش ووزير الدفاع السابق، مرشَّح الحزب الحاكم؛ وسيدي محمد ولد بوبكر(وزير أوَّل وديبلوماسي سابق)، ويدعمه حزب «تواصل» ذُو المرجعية الإخوانية؛ ومحمد ولد مولود رئيس حزب «اتحاد قوى التقدم» ذي الميول اليسارية الاشتراكية، ويَعضُده حزب «التكتل»، وهو مِن أهمِّ أحزاب المعارضة؛ وكانْ حاميدو بابا الذي ينتمي إلى الأقليَّة الزنجية؛ وبيرام ولد عبيدي زعيم حركة «إيرا» الحقوقية، ويَشُدُّ عَضُدَه حزبُ «الصواب» ذُو الخَلفية القومية (البعثية)؛ ومحمد الأمين الوافي المرتجى، وهو خبير مالي شابٌّ بَرَز فجأةً في الساحة السياسية.
وتمتاز هذه الانتخابات بعدم مشاركة الرئيس الحالي فيها ـ لأسباب ذَكرتُها في مقال سابق نَشَرَتْه «الرؤية» ـ ولم يحدث مثلُ ذلك إلا في انتخابات 2007م هذا أولا، وباعتمادها على برامجَ حَرِص السِّتَّةُ على إحكامها وتفصيلها وتحديد آليات تنفيذها ثانياً، وعدم التبذير والإسراف ثالثاً، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي للوصول إلى الناخبين بَدَل التركيز على التَّجَمْهر التقليدي في خِيَام الانتخابات رابعاً، وأنَّها تَتَزامَن مع حَرَاك شعبي سلمي يشهده بعضُ دول المنطقة العربية خامساً.
وإذَا سارت الأمورُ وَفْق السوابق الانتخابية منذُ نشأةِ الدولة الموريتانية الحديثة ـ وهذا ما أظنه ـ، فإنَّ مُرشَّحَ الحزب الحاكم سَيَحسم الرِّهانَ الانتخابي في الدَّوْر الأوَّل؛ خاصَّة أنَّه الْتَفَّ حولَه عددٌ من الأحزاب المهمة وهيئات المجتمع المدني وبعض النُّخَب المستقِلَّة، لأنَّه في نَظَرها هو الأنسب لقيادة البلاد في هذه المرحلة.. نعم يَتَخَوَّف بعضُهم مِن أن يكون امتدادًا لِسَلَفه أو ظِلَّه، لكن لا أظُنُّ الأمرَ كذلك؛ لصلابة الرجل وتَكَتُّمه، بلْ هو نَفسُه نَفَى ذلك في مقابلة أجراها معه الإعلاميُّ الشيخ بكاي حينَ أجابَه عن هذا السؤال قائلا: «هل أنا هو؟.. وهل كُلُّ أخٍ هو أخوه؟.. وهل كلُّ ابنٍ هو أبوه؟.. هو السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأنا محمد ولد الشيخ محمد أحمد...»، أمَّا المرتبة الثانية في هذا السِّبَاق فستكون للسيد سيدي محمد ولد بوبكر، وسيأتي الأرْبَعةُ الآخرُون بعدهما بِنِسَب متفاوتة.