الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«تموز» يقرع الناقوس

«تموز» يقرع الناقوس
«يقرع الناقوس».. عنوان مسرحية كتبها العراقي عادل كاظم، يقول عنها مؤلفها «تتحدث عن ثورة بابل على النمرود في تلك الفترة التي قادها تموز، الفتى البابلي الذي تزعّم هذه الثورة».

وتـموز، كما في الموسوعة «هو الشهر السابع من شهور السنة الميلادية حسب الأسماء السريانية المستعملة في المشرق العربي، يقابله في التسمية الغربية شهر يوليو أو يوليوز أو جويليه، وأصل الاسم نسبة للإله تـموز، إله الخصب عند البابليين».

هنا، دفعاً للبس، لم استعر من المسرحية سوى عنوانها، ولا أتحدث عنها، بل عن علاقة شهر تموز (يوليو) عند العراقيين بالانقلابات العسكرية والأزمات والاحتجاجات، منذ حضارة بابل.


العراقيون يسمون تموز شهر الانقلابات، ومع اتساع الفساد وإهمال حكام العراق للخدمات، خاصة ما يتعلق منها بالطاقة الكهربائية، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في الظل، فإن الاحتجاجات التي اشتعلت منذ العام الماضي في محافظة البصرة، جنوبي العراق، وامتدت حتى العاصمة بغداد وتجددت هذا العام، جعلت غالبية العراقيين تتوقع حدوث أزمات سياسية خطرة الشهر المقبل، يوليو (تموز).


كان أول انقلاب عسكري بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة، في ظل العهد الملكي، قد قام به قائد الفرقة الثانية ووكيل رئيس أركان الجيش بكر صدقي في 29 تموز عام 1936.

أما أشهر انقلاب، والذي غيّر مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهو انقلاب عام 1958 والذي قامت به زمرة من الضباط الذين اطلقوا على أنفسهم تسمية (الضباط الأحرار) وقادهم العقيد (الزعيم) المتعطش للسلطة عبدالكريم قاسم عندما توجهوا بدبابات الجيش العراقي نحو العاصمة بغداد فجر 14 تموز من ذلك العام، وهجموا على قصر الرحاب الملكي، حيث مزقت بنادقهم أجساد العائلة المالكة، وفي مقدمتهم الملك الشاب فيصل الثاني.

بعد عشر سنوات بالضبط اتفق البعثيون مع كبار ضباط الحرس الجمهوري والاستخبارات العسكرية للقيام بانقلاب 17 تموز عام 1968، وبعد أقل من أسبوعين، في 30 تموز من العام ذاته، انقلب البعثيون على من دعمهم من العسكريين، وبعد أكثر من عشر سنوات أخرى انقلب صدام حسين، نائب الرئيس أحمد حسن البكر، على رئيسه في 17 تموز 1979 ليتسلم السلطة.

اليوم ينتظر، بل ويتمنى، العراقيون أن يقرع تموز ناقوس التغيير إن لم تكن الثورة على الفساد الذي خرّب العراق، وحيّده عن مسار التاريخ والتقدم.