الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ماذا لو امتنع «فيسبوك» عن مراقبة نفسه؟

ماذا لو امتنع «فيسبوك» عن مراقبة نفسه؟
في تقريره النصف سنوي الأخير الصادر يوم 23 مايو الماضي، أضاف «فيسبوك» معيارين لرقابة محتواه في مجال تعاملاته المجتمعية، الأول يتعلق بالمحتويات التي كانت محل طعن ومدى الاستجابة لها، والثاني بالمعطيات المتعلقة بالسلع التي يخضع بيعها للتنظيم مثل الأسلحة والأدوية والماريغوانا.. وبهذا يصل العدد الإجمالي للمعايير التي يستخدمها في مراقبة هذا المجال المجتمعي وحده إلى تسعة.. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ماذا لو امتنع فيسبوك عن مراقبة نفسه؟

معلوم أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يعتمد سبعة مجالات للتقييم الدوري هي: أخبار الشركة، المنتجات الجديدة، سرية البيانات، الابتكار، النزاهة والأمن، السلامة والرفاه، الأثر المجتمعي.

ويرتكز ضمن المجال السابع «الأثر المجتمعي» على سبع معايير للتقييم والرقابة هي: العري والممارسات الإباحية، التخويف والتحرش، الاستغلال الجنسي للأطفال، الحسابات المزيفة، الرسائل غير المرغوب فيها، الدعاية الإرهابية، المحتويات العنيفة بشكل صريح.. وفي كل مرة ينشر البيانات المتعلقة بهذه المعايير ومدى التقدم الذي تم إحرازه في مراقبة نفسه من خلالها.


وقد ذكر في آخر تقاريره أن أكثر المحتويات التي تم التدخل بشأنها في الأشهر الستة الأخيرة، هي تلك المتعلقة بالعنف والممارسات الإباحية وما ارتبط بذلك، حيث تم التعامل في شهر مارس الماضي وحده مع 33.6 مليون محتوى عنيف، و19.4 مليون محتوى إباحي، و 6.4 مليون دعاية إرهابية، و40 مليون خطاب يتضمن الحقد، و2.6 مليون محتوى له علاقة بالتحرش.


أما عدد التدخلات المتعلقة ببيع الأسلحة والماريغوانا فقد بلغ 900 ألف، وأتوقف عند هذا الحد لأطرح جملة من الأسئلة أوحى لي بها السؤال الرئيس: وما الذي كُنّا نستطيع فعله بمفردنا كشعوب وأمم عربية وإسلامية تجاه هذا؟ وهل لدينا القدرة التكنولوجية للدفاع عن أنفسنا في هذا المجال؟ وهل علينا أن نبقى مكتوفي الأيدي ننتظر ما يَمُن به علينا المتحكمون في التكنولوجيا وفي الإنترنت بشكل عام؟ وهل تكفي المعايير التي يتم تحديدها من قبلهم ليتماشى محتوى «فيسبوك» وغيره مع قيمنا وطبيعة مجتمعاتنا؟ وما الذي يمكننا فعله أمام كل هذا؟ هل نكتفي بشكر السيد «مارك زوكربيرغ» لأنه لم يطلق العنان لآلته الرقمية تفعل ما تشاء في مجتمعاتنا وفي العالم كله؟ أم علينا أن نَقرأ قراءة إيجابية هذا السلوك، ونعتبره مؤشراً على إمكانية إيجاد مجال اتفاق بين الشرق والغرب في كل ما له علاقة بكرامة الإنسان وأخلاقه وحقه في العيش بأمان وحرية؟.. ألا ترون أننا في حاجة إلى مراجعة ثقافة الإصلاح عندنا على ضوء كل هذا؟