الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحرب على إيران.. بدأت بالفعل

الحرب على إيران.. بدأت بالفعل

الكاتب معد فياض

تتساءل غالبية من المراقبين، وشريحة واسعة من الرأي العام، في دول منطقة الخليج العربي خاصة، عن احتمالية وقوع الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، أو عدم وقوعها، وبالتالي عن نتائج هذه الحرب أو أية ضربة صاروخية أمريكية محتملة ضد إيران.

ويذهب البعض في تحليلاته بعيداً عندما يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ «المتردد» في الرد على اعتداءات طهران على ناقلات النفط في الخليج العربي، أو تحريضها لعصاباتها من الحوثيين في اليمن بالاعتداء على مدن المملكة العربية السعودية بصواريخ إيرانية، لكن الحقيقة التي باتت واضحة تماماً هي أن الحرب بدأت بالفعل، والرد الأمريكي يزداد قوة وتأثيراً في إيران.

الحرب أو الرد ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً، أو صواريخ توجهها الولايات المتحدة من حاملات طائراتها أو قواعدها المنتشرة في المنطقة لنسمع أصوات انفجاراتها، ونرى دمارها ونتنفس رائحة بارودها.


الحرب بالمفهوم الحديث هي حرب غير تقليدية، حرب اقتصادية تخنق الأنظمة وتشل طاقتها الشريرة وتضعف قوتها العسكرية، وبالتالي تمنح قوة وفرصة للشعوب كي تنتفض ضد هذه الأنظمة التعسفية وتتخلص منها.


في تجربة الولايات المتحدة مع العراق بعد غزو القوات العراقية للكويت، وفرض الحصار الاقتصادي والتكنولوجي على البلد عام 1991، والذي استمر حتى تغيير النظام في العراق باحتلاله من قبل القوات الأمريكية في 2003، شعر العراقيون بوطأة الحصار والحرب الاقتصادية وتأثيرها في النظام وإضعاف قوته العسكرية.

وها هي الولايات المتحدة تكرر التجربة مع إيران وتشن عليها حرباً اقتصادية وتكنولوجية عن طريق فرض العقوبات المتلاحقة، والتي تكبد طهران عشرات المليارات من الدولارات بسبب عدم تمكنها من تصدير نفطها، ما أدى حسب تقارير موثوقة إلى انخفاض قيمة العملة الإيرانية وتفشي البطالة، وتوقف عجلة الصناعة.

هذه هي الحرب إذن، حرب تأتي بنتائجها المؤثرة من دون إطلاق صواريخ ودوي انفجارات ورائحة الدخان.. حرب هادئة ونظيفة ومؤثرة، وكل هذا بسبب تمسك حكام إيران بأفكارهم، وخططهم العدوانية في المنطقة، وإصرارهم على إنتاج السلاح النووي لتهديد العالم.. يعني أن يقدم الحكام بلداً مثل إيران وبشعبه قرابين على مذابح العنجهية الفارغة.

لمن يسأل عن احتمالية وقوع الحرب وموعدها ونتائج تأثيرها، أقول: الحرب بدأت بالفعل، والعد التنازلي لإجبار حكام إيران على التخلي عن ممارساتهم العدوانية بدأ بالفعل، وهذه هي أهداف رد واشنطن على طهران.