الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

سيناريوهات خامنئي وأردوغان الخائبة

سيناريوهات خامنئي وأردوغان الخائبة

الكاتب معد فياض

يتوهم من يعتقد أن دور تركيا في المنطقة يقل خطورة عن الدور الإيراني، الفرق الوحيد هو في طريقة لعب أدوار المسرحية وصياغة السيناريو وأسلوب الإخراج والتمثيل وعرضها أمام جمهور الرأي العام الداخلي لكلا البلدين وللعالم.

إيران، وبزعامة مرشدها الأعلى علي خامنئي، تريد أن تعيد أمجاد إمبراطوريتها الفارسية بزي إسلامي شيعي، وتركيا، بزعامة رئيسها رجب طيب أردوغان، هي الأخرى مصرة على استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية بلباس إسلامي سني، وكلا السيناريوهين ينطلقان من تسييس الإسلام، أو من منظور الإسلام السياسي، وأيضاً، كلاهما وجهان لعملة واحدة، إذ لا فرق بين الإسلام السياسي الشيعي أو السني.

أردوغان نصَّب نفسه خليفة المسلمين ودعم تيارات وأحزاب الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعات الإخوان المسلمين حتى ولو كانوا في الصين، وخامنئي جعل من نفسه خليفة المهدي المنتظر وإمام الشيعة والمدافع عنهم حتى ولو كانوا في مجاهل أفريقيا، ولا تستغربوا إذا ما عرفتم أن هناك مساجد (حسينيات) ومراكز تشيع في أفريقيا وتايلند والفلبين، علاوة على وجودها في غالبية مدن العالمين الشرقي والغربي، والحال ذاته مع مراكز الإخوان.


خامنئي وأردوغان وتحت شعار أو لافتة الدفاع عن الإسلام، إسلامهما هما، وليس إسلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) منحا نفسيهما صلاحيات التدخل في شؤون الدول والشعوب الأخرى.


إيران وتركيا تتدخلان في الشأن العراقي علانية بحجة الدفاع عن شيعة وسنة العراق، بل إن أردوغان تجاوز الجانب المذهبي الطائفي إلى القومي بدعمه تركمان العراق، وبعض عرب سوريا ضد عرب وأكراد نفس البلد، هذا على سبيل المثال، بينما تمتد أذرع البلدين إلى دول بعيدة أخرى.

المعروف أن إيران خامنئي تتدخل في شؤون سوريا ولبنان واليمن وأفغانستان محاولة أن تمد أذرعها الخبيثة إلى دول الخليج العربي والمغرب، بينما تحاول تركيا أردوغان العمل على زعزعة استقرار مصر والمصريين بتحريض الإخوان، ويدعي الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم بدعمه لحماس الإخوانية دون أن يسأل نفسه عن سبب عدم قطع علاقاته المتينة مع إسرائيل، هذه الخطط التوسعية التي تضطلع بها كل من إيران وتركيا تجري على حساب مصالح شعبيهما، وقد أصبحت سيناريوهات خامنئي وأردوغان الهزيلة مفضوحة لشعبيهما أولاً وللعالم ثانياً، كما لم تعد خافية على شعوب المنطقة، التي تعي تلك الخطط الخبيثة.