الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«زها» من حديد!

«زها» من حديد!

سارة مطر

تعرفت على المعمارية المهندسة «زها حديد»، في عام 2009، حينما تم انتخابي لحضور تصويت لاختيار أفضل المباني التي سيتم تشيدها، وكان عملها هو أكثر الأعمال التي أبهرتني حينها، ومنذ ذلك العام وحتى بعد أن وفاتها المنية في عام 2016، نمت بداخلي عاطفة قوية تجاهها، وسعدت حينما قامت مؤلفة كتب للأطفال، بكتابة سيرة حياتها حتى يتعلم الأطفال معنى الشغف والغرق بداخل روح الحلم حتى النهاية، وقد أسمت الكتاب «العالم ليس مستطيلاً»، وراق لي الغلاف بشكل خاص، وكم أتمنى لو يترجم هذا الكتاب.

ومؤخراً، قرأت أن الصين أنهت بناء أكبر وأضخم مطار في العالم، تبلغ مساحته مليون متر مربع، وسيتم افتتاحه هذا العام، ويقع المطار الذي أطلق عليه اسم مطار بكين داشينغ الدولي، على بعد 46 كيلومتراً عن وسط العاصمة الصينية، ويعد هذا المطار، أكبر مركز للمطارات الدولية، والمشروع الأكثر تعقيداً في العالم، وشاركت في تصميمه المهندسة البريطانية العراقية الأصل زها حديد.

المثير للدهشة أن حديد حاولت أن تقدم أعمالاً هندسية لوطنها الأم العراق، ولكن للأسف تم رفضها، وفي أحد الاحتفاءات ألقى الشاعر أدونيس قصيدة لزها حديد مرحباً ومحتفياً بها، وبعدها سألها أحد الصحافيين عن سبب عدم عملها تصاميم في بغداد! فذكرت أنهم لم يدعوها حتى الآن لعمل ذلك، والآن ممن وقفوا ضدها باتوا يبكونها اليوم، ويبكون تاريخها وأعمالها، حيث تميزت زها بقدرتها على التوافق بين العقل والعاطفة والتوازن بينهما.


زها أكبر من أن تكون مدرسة، فهي شكلت عدة مدارس في امرأة واحدة، فهي أكثر بيولوجية من البيولوجيين وأكثر تشكيلاً من التشكيليين وأكثر تفكيكاً من التفكيكيين، هي ظاهرة كبيرة استطاعت أن تصمم هندستها بمقاييس رياضية.