الاحد - 13 أكتوبر 2024
الاحد - 13 أكتوبر 2024

الكلمة المكتوبة تتزين لقارئها

زوَّدتْنا المدرسة في المرحلة الابتدائية، بكتب مرفقة بكاسيت لكل قصة.. كان الكاسيت يساعدني في النُطق الصحيح فقط، ولكنه لم يفصل بيني وبين كتابي.

أنا هنا، لست ضد الكتب المسموعة، ولكن المسموع بالنسبة لي، قد يحد من خيال الطفل أو حتى خيال القارئ المتمرس، لأننا نؤخذ بالكلمات المكتوبة وزينتها بعيداً إلى خيال أوسع بكثير من سماع ذات الكلمات على استحياء عبر تسجيل صوتي.

بين أحضان المطبوع، يستطيع الصغير أن يقف عند الكلمة ويتفحصها بفضول، يستعيد شكلها مرات ومرات، ويتخيلها ويبحث عن مقاصدها.. هذا الكشف البصري للحروف والسطور، لا تتوفر عليه المسموعات، حيث أن الطفل قد لا يعرف كيف تُكتب كلمة ما في المقام الأول، فما بالك بالتيه بحثاً عنها ومعناها؟.


كَوْنِي كاتبة وقارئة، تجولت بين الكثير من ورشات تفاعليه، حيث أقرأ الكتب بصوتي، وأحرص أولاً على أن يشارك الأطفال في فعل القراءة.


يقول «ديفيد دانيال»، أستاذ علم النفس في جامعة «جيمس ماديسون»: «سواء كنا نقرأ أو نستمع إلى النص، فإن عقولنا تتجول في بعض الأحيان»، وهو يقصد الخيال المتجول بالدرجة الأولى.

شارك دانيال في دراسة في 2010، وجدت أن الطلاب الذين استمعوا إلى درس صوتي، كان أداؤهم أسوأ في اختبار الفهم من الطلاب الذين قرأوا الدرس نفسه على الورق، وبالمقارنة مع القراء، سجّل المستمعون انخفاضاً بنسبة 28 في المئة في الاختبار.

إن قراءة الكتاب توظف الحواس.. من اللمس، والسمع، والبصر إلى الشم أيضاً!.. لإن للكتب عطوراً وزينة لا تضعها ولا تتقنها التسجيلات الصَّوتيَّة!.