الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا يغطي الرجال رؤوسهم؟

ملهمةٌ قراءة الكتب التاريخية ومؤذية للذي يمتلك حساسية أخلاقية في أحيان أخرى.. كنت أقرأ كتاباً باللغة الإنجليزية عن الملابس في العصور القديمة وحتى القرن الماضي، ربما لكي أهرب من الخزي والعار الذي لحق بالعالم، بدءاً من القمع الوحشي لبعض الدول البدائية، والمعاناة الاقتصادية في هذا الكوكب، انطلاقاً من النزعات الطائفية، ومخاوف الأقليات، إلى إبادتهم أحياناً والتنكيل بهم وتعذيبهم.

إن التاريخ ليس بالجيد دوماً لتحتفظ به في ذاكرتك، لكنك أبداً لا تتمنى أن تتكرر مثل هذه المشاهد فتطفو من جديد، لأنها تحيي مراحل الدم، والقتل الوحشي، والتهجير، والتحقير.

ذات الكتاب دفعني لمطالعة مشاهد تخيلية لأبينا آدم وأُمنا حواء.. اجتهادات اعتمدها بعض الرسامين، فلفت انتباهي أن بداية البشرية كانت دون ملابس تذكر تواري سوءاتنا، فأقبل التاريخ رويداً رويداً، ليفصل شكل الملابس التي نعرفها اليوم.


وكانت كتب التاريخ تؤرخ لعمائم السلاطين والطاقية والتي تعني باللغة الفصحى «تاقية» لأنها تقي الرأس من حرارة الشمس، أما في الدين المسيحي فيلتزم الرجال من مذهب «تجديدية العماد» بملابس خاصة، تختلف من طائفة لأخرى، ومن مرتبة دينية لأخرى، وطبعاً لا يمكن أن ننسى لباس «الكاوبوي» ولا الغترة العربية والطربوش التركي.


إن التاريخ كله، لا يأتي فيه عصر من العصور دون أن يكون لغطاء الرأس رمزية عند الرجال، والحال كذلك عند الفرسان المسلمين بقباء وشرابيش، والفرسان الصليبيين بما يميزهم، تغيرت ألوانها بتغير حكامها.. اندثر غطاء رأس الرجال في أوروبا وبقي لرجال الأمن فقط، فيما بقي في دول الخليج وعدد قليل من الدول العربية.