الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مهاراتنا الحياتية الحاجة الملحة

لا شك أن كثيراً من الأمهات والآباء مشغولو التفكير والبال بمستقبل أطفالهم، وهم وفق هذا الانشغال تجدهم يلحقونهم بأفضل المدارس ليتلقوا تعليمهم بما يتواكب وأحدث الطرق والوسائل، لكن هناك مهارات من المهم أن يلم بها أطفالنا وأن يكونوا على دراية بها لأنها ستساعدهم على تجاوز الكثير من العقبات والمطبات الحياتية. وهذه المهارات يقع عبء تلقينها وتعليمها للطفل على كاهل الأسرة وتحديداً الأب والأم، مع عدم إغفال جانب مهم يجب أن تقوم به المدرسة كونها مجتمعاً صغيراً يتعلم فيه الطفل جوانب من الحياة قبل الدخول في أتون المجتمع الأكبر، إلا أن دور الأم والأب يبقى محورياً وهاماً في هذا الجانب. هذه المهارات التي يجب أن يتعلمها أطفالنا تتعلق بمهارة التعامل بإيجابية وذكاء مع التحديات والصعوبات، ولا يمكن تعلمها وفق دروس دورية منظمة لأنها خبرات حياتية سيتم اكتسابها خلال مسيرتهم. ومن هنا نجد الأثر الكبير لكل من الأم والأب، إذ لا يمكن أن يكون الهاجس الأبوي هو الدافع فقط لتعليم الطفل المهارات الحياتية، فالهاجس وحده لا يقدم ولا يفعل أي شيء وإنما تبقى مهمة التعليم من الواقع الحياتي خير طريقة.. موضوع المهارات الحياتية لقي اهتماماً واسعاً من العلماء على مختلف تخصصاتهم

ولا سيما العلوم النفسية والاجتماعية، لذا لا غرابة أن نجد مفهوم المهارات الحياتية ماثلاً في كثير من المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية التي وضعت عام 1994 تعريفاً للمهارات الحياتية جاء فيه: «إنها المهارات الشخصية والاجتماعية التي يحتاجها الشباب كي يتعاملوا بثقة وكفاءة مع أنفسهم أو مع الناس الآخرين ومع المجتمع المحلي». وهناك تعريفات متنوعة ولكنها تصب جميعاً في جانب مهم هو الوعي بالتحديات التي ستواجه أطفالنا، وإعدادهم الإعداد الصحيح من الناحية المعرفية والنفسية لمواجهتها والتغلب عليها. وتبقى المهارات الحياتية معارف ومعلومات واسعة وتحتاج فعلاً إلى تعليم وتدريب عملي، وهي ليست حاجة للأطفال فقط وإنما للكبار أيضاً، كونها المفتاح الحقيقي الذي بواسطته نذلل الكثير من العقبات التي تواجهنا في الحياة.