الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عوامل مؤثرة في التوتر الخليجي

عوامل مؤثرة في التوتر الخليجي

د. ساتوشي ايكوتشي

منذ قرر الرئيس دونالد ترامب التراجع عن تنفيذ الضربات ضد إيران يوم 20 يونيو، ظهر على الساحة معسكران متعارضان في الرأي، يجمع الأول كل أولئك الذين يشككون بمصداقية الرئيس، خصوصاً من حيث نواياه وقدرته على انتهاج سياسة فرض أقسى الضغوط الممكنة، وهناك محاولات تجري الآن للبحث عن أنصار بدلاء لضمان التحوّط ضد تغيّر مفاجئ ومحتمل للسياسة الأمريكية من أسلوب تحدي إيران، إلى البحث عن طريقة لاسترضائها واحتضانها، ويبدو أن هناك جهوداً حقيقية تبذل في المنطقة لحل المشكلات العالقة مع إيران عن طريق الحوار السياسي.

وهناك معسكر آخر تكمن مصلحته بالإبقاء على مؤشر التوتر مرتفعاً في الخليج، وتقود المملكة المتحدة هذا التوجّه، وتجلى ذلك من خلال احتجازها لناقلة نفط إيرانية في المياه الإقليمية لمضيق جبل طارق، ورداًّ على هذا الإجراء، احتجزت إيران ناقلتي نفط بريطانيتين بالقرب من مضيق هرمز، وهو ما أدى إلى ارتفاع مؤشر التوتر من جديد في منطقة الخليج العربي.

ويمكن لفشل وزير الخارجية البريطاني «جيريمي هانت» في معركة الفوز بمنصب رئيس الوزراء ضد بوريس جونسون، أن يغيّر سياسة المملكة المتحدة، لأن جونسون يفضّل أن ينأى بنفسه بعيداً عن السياسة الأمريكية العدوانية ضد إيران.


وقد تبدو أفعال إيران وكأنها ردات فعل تعتمد بشكل أساسي على مبدأ (ضربة مقابل ضربة)، أو كما يقال في الشرق الأوسط بشكل أوضح (العين بالعين والسنّ بالسن) أو أنها ليست أكثر من سلسلة من الأعمال الانتقامية ضد ممارسات عدوانية مقابلة.. فإلى متى ستدوم فترة تصاعد التوتر هذه؟


ربما تكون ليوم 17 سبتمبر المقبل أهميته الخاصة في هذا الشأن، ففيه سوف يدلي الإسرائيليون بأصواتهم للمرة الثانية في انتخابات عامة خلال ستة أشهر، وفي الجولة الانتخابية السابقة التي جرت في التاسع من أبريل الماضي، لم يكن في وسع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزبه الحاكم «الليكود» أن يحرز انتصاراً حاسماً بالرغم من الدعم الاستثنائي والمباشر الذي تلقاه من الرئيس ترامب خلال فترة الانتخابات، وقد فشل في تشكيل ائتلاف حكومي لسبب أساسي يتعلق بالقطيعة التي كانت قائمة بينه وبين وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، وأيضاً لأن الكنيست المنتخب حلّ نفسه في 30 مايو.

ومن المعروف تماماً أن لإسرائيل تأثيرها الكبير في تحديد طبيعة السياسة الأمريكية ضد إيران، خصوصاً تحت إدارة الرئيس ترامب، ولا شك أن «سياسة الضغط الأعظمي» تنسجم مع ما يدعو إليه نتنياهو.

وأمام الإسرائيليين فرصتان لإبراز موقفهم من هذه القضية واحترام المنهج التاريخي الذي يلتزم به بلدهم.. تكمن الأولى في إجراء انتخابات مباشرة يوم 17 سبتمبر، وتتمثل الثانية في تنظيم مفاوضات غير مباشرة لتشكيل ائتلاف جديد واختيار رئيس الحكومة وتسمية وزرائها، حيث سيتم تشكيلها خلال بضعة أشهر بعد انتخابات سبتمبر، ولا شك أن إيران والمنطقة المجاورة لها سوف تتأثران بشدة بنتائج تلك الانتخابات الإسرائيلية.