الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الهند.. انطلاق نحو فضاء أرحب

بات علماء الفضاء الهنود يحققون نجاحاً تلو الآخر في مجال تسخير الفضاء؛ إذ قامت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء (إيسرو) بإطلاق ناجح للمهمة الثانية نحو القمر (شاندرايان 2)، في 22 يوليو الجاري، على متن المركبة ذات المدار المتزامن مع الأرض، والتي حملت عربة مدارية ومركبة هبوط وعربة جوالة مصممة ومصنوعة بشكل كامل تقريباً في الهند، وقد جرى إطلاق الصاروخ من مركز ساتيش داوان الفضائي في سريهاريكوتا بولاية آندرا براديش.

وتتكون المهمة من ثلاثة مكونات: عربة مدارية، ومركبة هبوط سُميت باسم «فيكرام سارا بائي آبي» برنامج الفضاء الهندي وعربة جوالة أو مسبار (براغيان)، ومن المقرر أن تصل المهمة إلى القمر في الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل.

وتهدف المهمة الفضائية الهندية أساساً إلى تحقيق القدرة على الهبوط على سطح القمر، والتحكم بالعربة الجوالة عن بعد من أجل تنفيذ عمليات البحث عن الماء والمعادن وقياس الزلازل القمرية، ودراسة الغلاف الجوي الرقيق والصخور والتربة على سطح القمر، وستقضي العربة الفضائية المدارية سنة كاملة في التقاط الصور على سطح القمر وإرسالها إلى الأرض، وإذا جرت الأمور حسب الخطة ستنضم الهند إلى نادي النخبة المكوَّن فقط من ثلاث دول هي الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وهي الدول التي نجحت في الهبوط على القمر حتى الآن، وسوف يمثل ذلك يوماً تاريخياً مشهوداً للهند في مجال تسخير الفضاء.


ويتخذ نجاح إطلاق شاندرايان 2 أهميته الكبرى من عدة وجوه، أبرزها أنها أقل المهمات القمرية كُلفةً في العالم حيث لم تتجاوز كلفتها 141 مليون دولار؛ وهو مبلغ زهيد جداً مقارنة بمهمات سابقة للقمر نفذتها الدول الصناعية الثلاث المتقدمة، هذا إلى جانب أن المركبة الفضائية قد جرى تصميمها وتصنيعها في الهند بشكل كامل من الفكرة إلى الإنجاز، مما سيمنح زخماً كبيراً لصناعة محلية لتكنولوجيا الفضاء المتطورة، ويُتوقع أن تُدرَّ هذه التكنولوجيا منافع اقتصادية كبيرة للهند من خلال عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، والتي من المرتقب أن يكون لها سوقٌ واعد في الأيّام المقبلة.


أضف إلى ذلك أن عالمات الفضاء الهنديات، مثل ريتو كاريدهال مديرة المهمة وموثايا فانيثا مديرة المشروع وغيرهما، قمن بدور قيادي في تنفيذ مهمة شاندرايان 2.

والجدير بالذكر أن المسبار الهندي، سيهبط في منطقة ما في القطب الجنوبي للقمر الذي ما زال غير مُكتشفٍ، وسوف يعطي ذلك فرصة لعلماء الفضاء الهنود بوضع اسم هنديٍّ على موقع هبوط المسبار.