السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لماذا يريدون أن يكونوا نجوماً؟

كنت أجلس مع زملاء ننهي أعمالاً تلفزيونية في أحد المقاهي، ظللنا لساعات طويلة ونحن نناقش الأعمال التي أنجزناها، وحينما همَّ الجميع بالخروج لإتمام بقية مهامهم اليومية، وحان الوقت لكي أتحرك حتى أوقفني شاب صغير في العمر.

كان الشاب يعمل جرسوناً في المقهى، وبسرعة شديدة حتى لا يضّيع الفرصة، طلب مني أن يعمل ممثلاً في النص الذي كنا نقوم بمراجعته، كنت قد اعتدت بشكل كبير، على مواجهة مثل هذه المواقف، فأجبته بأن النص بلهجة لا يمكن له إتقانها، أصر على أنه يمكن أن يتعلم اللهجة في غضون وقت وجيز، نظرت إليه مشفقة، ثم قلت: «إذا كنت تريد أن تعمل عملاً في دولة لا تفهم لهجتها، إذاً ماذا سيفعل الممثلون من الدولة نفسها أين سيذهبون؟».

حملت أوراقي ومضيت وأنأ أفكر طويلاً في الشاب، الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي يطلب مني أن يظهر في عمل فني.


ليست هي الرغبة التي تحرك مثل هؤلاء.. إن عالمنا يفتقر حتماً إلى الكمال، وللأسف المجتمع لم يعط للشباب فرص عمل كبيرة ذات آفاق متسعة، تمكنهم من إنجاز أرباح تتناسب مع نسق حياتهم.


كانت أحلام الشباب تتجول بين طبيب أو طيار أو مهندس.. اليوم، كلهم يريد أن يصبح مشهوراً، ليحظى بأكبر إعلانات تدر عليه أموالاً طائلة، أو أن يكون ممثلاً بسبب أنه كان لا شيء وبعد فترة وجيزة أصبح يتباهى بسياراته الفارهة، فخطف أحلام الشباب الصحية والمعقولة.. وهنا، أصبح الجميع يريد أن يكون كمثل ذلك، ليتفاخر بعدد معجباته فقط لا غير.