الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

صياغة حاضر ومستقبل المملكة

عمِل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ سنوات، على إعادة صياغة الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في المملكة، وفق أساليب حضارية حديثة معاصرة تواكب الحاضر والمستقبل.

وأسند الملك هذه المهمة الصعبة والمعقدة لنجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهمة كان المراقبون يعتقدون ومنذ سنوات طويله بأنها مستحيلة، بسبب تراكمات تاريخية من العادات والتقاليد تحولت بالتقادم إلى أسلوب حياة كان من الصعب المساس به، بل كان، ومن أجل تغييره نحو الأفضل، بحاجة إلى قرار جريء وشجاع وإرادة قوية يتمتع بها شاب ذو عقل منفتح على المستقبل، وفكر نيّر وروح وطنية خالصة حريصة على التقدم ومواكبة المجتمعات والدول العصرية، فاجتمعت هذه الصفات في شخص ولي العهد الأمير الذي لاقى الدعم والإسناد من والده.

لا نقول إن المملكة تتطلع لأن تكون دولة عظمى فهي واقعاً كذلك، إذ تتمتع بكل المواصفات والمقاييس من حيث تاريخها وجغرافيتها وثرواتها البشرية والاقتصادية، إضافة إلى موقعها في قلب العالم العربي كدولة زعيمة للمشرق ولعموم البلاد الإسلامية، كما ترتبط بعلاقات راسخة مع جميع الدول حتى الغربية منها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.. بيدها مفاتيح حلول أكثر مشاكل العرب من المشرق إلى المغرب، وكل ما كانت تحتاج إليه قرارات حكيمة وصائبة من لدن حكيمها سلمان، وربان ذكي وطموح وشجاع يقود السفينة إلى عالم أكثر تقدماً.. هذا ما يحدث اليوم.


وكانت بعض المنظمات والشخصيات الحاقدة على المملكة تتحجج بأن قوانين المملكة تُقيد حقوق المرأة السعودية، وكأن حقوقها في المملكة كانت متوقفة على حرية قيادتها للسيارة مثلاً دون النظر إلى الحياة الرغيدة والكريمة التي يعيشها المجتمع السعودي، نساؤه ورجاله، فجاءت القرارات الجريئة التي أصدرها العاهل السعودي الحكيم، وولي عهده الشجاع بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، ثم القرار الأخير برفع وصاية الرجل عن المرأة، وفتح آفاق الثقافة والفنون والسياحة أمام المجتمع السعودي بما لا يمس بتقاليد وعادات المجتمع بضرر، وألاّ ينال ذلك من مقدسات الإسلام والمسلمين، قرارات كانت حجراً تلو الحجر، أخرست الحاقدين على المملكة، وأعادت صياغة حاضرها ومستقبلها وشعبها.