الخميس - 23 يناير 2025
الخميس - 23 يناير 2025

القانون.. الانضباط والفوضى

ونحن في موسم السفر، تكثر الأسئلة عن المدن والدول الأكثر أمناً على خارطة العالم السياحية، والتي يشتهر أهلها بالضيافة والانضباط.. وهذه أسئلة طبيعية من المتوقع أن يطرحها أي سائح يرغب في زيارة بلد لا يعرف عنه الكثير.

وكثيراً ما نسمع إشادات بدول معينة.. مثل اليابان، وسنغافورة، وأسكتلندا، وغيرها.. وكثيراً أيضاً ما نسمع تحذيرات من وجهات أخرى، يشتهر أهلها بالاستغلال، والفوضوية، وسوء التعامل مع الوافدين إليهم من سياح الداخل والخارج.

وهناك فرضيات سائدة ومنتشرة بين الناس مفادها أن الانضباط والفوضوية سمات تولد مع الشعوب، وتدخل ضمن تكوين أفرادها الجيني.. وأنا لا اتفق مع هذا الرأي، ولم أجد دليلاً علمياً واحداً يدعم هذه الفرضية، أو حتى يشير إليها.


ولو تركنا هذه الفرضية جانباً، واتجهنا لفرضية أخرى تقول إن الانضباط ثقافة تكتسبها الشعوب عبر تطورها الحضاري، حتى تتحول بمرور السنين إلى أسلوب حياة يميز أفرادها عن غيرهم.. فسأجد نفسي أكثر قبولاً لها، بشرط استمرار العوامل الضابطة لسلوك الأفراد!


في استطلاع أجريته على تويتر شارك فيه 1474 مغرداً من مختلف الدول العربية، طرحت السؤال التالي: ماذا لو غاب القانون فجأة عن مدينة اشتهر أهلها بالانضباط التام؟ قال 65 في المئة منهم أن الفوضى ستدب في المدينة بمرور الأيام!

أنا أتفق جداً مع هذا الرأي، فالإنسان يحتاج دائماً إلى ضابط خارجي لسلوكه، يدعم الوازع الداخلي الموجود أصلاً لديه، ومتى ما غاب هذا الضابط الخارجي، تبدأ أخلاقه بالانحدار والتوحش! لذلك أرى القانون الصارم هو المحدد الأول والأهم لانضباط المجتمعات، حتى المتحضرة منها!