الاثنين - 13 يناير 2025
الاثنين - 13 يناير 2025

تراجع الأصولية والبديل الفكري

شهد العالم العربي في السنوات الأخيرة بدايات فعلية لتراجع الموجة الأصولية التي جاءت الدعوات لها بعد نكسة 1967، وتجذّرها منذ السبعينات حتى وقت قريب.

إن المتابع للشأن العام يجد عاملين مهمّين أديا إلى تراجع هذه الظاهرة: موقف معظم الحكومات العربية من الحركات الأصولية وممارساتها السلبية التي وصل بعضها للإرهاب، والعامل الثاني هو موقف الشعوب العربية التي استطاعت تلك القوى تضليلها لفترة طويلة، إذ أدركت قطاعات شعبية واسعة حقيقة تلك القوى، وارتفعت نسبة الوعي عند الشباب ونقلت الوسائل التكنولوجية الكثير من الحقائق عنها وكشفت زيف خطابها الفكري والسياسي.

إن التراجع الملحوظ لهذه القوى يستدعي وقفة جادة من قبل العديد من الأطراف الحكومية والشعبية للعمل على كيفية سد الفراغ الفكري لإعادة صياغة القيم الثقافية وطرق التفكير على أسس حديثة، وهذا يستدعي العمل على تحديث الخطاب الديني الذي شوهته تلك القوى وشوهت صورة المسلمين في معظم أنحاء المعمورة.


إن مسألة إعادة الصياغة هذه ستنقل الواقع العربي إلى مرحلة جديدة، فتجديد البعد الثقافي والفكري سيجعل عملية التغيير شاملة ولا تقتصر على الجانب المادي فقط، وهذا يتطلب التعاون بين مختلف القوى الساعية لبناء مجتمعات على أسس حديثة، سواء الرسمية أو الشعبية لتصحيح وإصلاح الأوضاع الحالية، وإحداث نقلة نوعية في واقع العالم العربي تنعكس نتائجها الإيجابية على الجميع.