السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العصر النووي والتلميذ الغبي!

العصر النووي والتلميذ الغبي!

د. مجيب الرحمن

أحيت مدينتا هيروشيما وناغازاكي قبل أيامٍ الذكرى الـ 74 للقصف الذري من قبل الولايات المتحدة في السادس والتاسع من أغسطس من عام 1945 على التوالي أثناء الحرب العالمية الثانية، ما أرغم دولة اليابان على الاستسلام، وراح ضحية ذلك أكثر من 200 ألف نسمة إلى جانب الأضرار الناجمة عن الإشعاع النووي. لقد كان التفجيران الذريان بمثابة إنذار واضح بأن البشرية تمتلك من الأسلحة الفتاكة ما يكفي للقضاء على وجودها في لحظاتٍ.

وبمناسبة إحياء الذكرى في مدينة هيروشيما، وعد رئيس وزراء اليابان شينزو آبي بالتعاون مع الدول النووية وغير النووية لتخليص العالم من هذه الأسلحة الفتاكة، وقال آبي: «بمساعدة من الدول النووية وغير النووية، سأشجعهم على الدخول في حوار وإنني عازم على قيادة الجهود العالمية لتحقيق ذلك».

إن مخاطر الأسلحة النووية على البشرية بادية للعيان وظاهرة، لكن إرادة المجتمع الدولي على القضاء على هذه الأسلحة المدمرة تبدو واهنة، حيث بات واضحاً أن الدول النووية لا تودُّ الانضمام إلى أي ناد أو أي اتفاقيّة لحظر الأسلحة النوويّة.


في تموز عام 2017، تبنّت الأمم المتحدة معاهدة حظر الأسلحة النوويّة بموافقة نحو ثلثي الدول الأعضاء رغم معارضة الدول النوويّة التسع وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في حفل التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية «ما زال هناك 15 ألف سلاح نووي، ولا يمكن أن نسمح لهذه الأسلحة شديدة الفتك والتدمير بأن تعرض عالمنا ومستقبل أولادنا ومصير البشرية للخطر».


وبحسب المراقبين المستقلين فإنه لا يزال هناك نحو 22 ألف سلاح نووي، فيما أجريت حتى الآن أكثر من ألفي تجربة نووية حول العالم. فمادام الردع النووي هو المنطق السائد لدى القوى التي تمتلك هذه التقنية فلن يمكن تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وسيبقى مستقبل البشرية مهدداً بالانقراض.

إن بقاء البشرية في العصر النووي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضاء على هذه الأسلحة، ولكن ذلك لن يتحقق إلا في ظل نظام دولي عادل، يسترشد بالمساواة في العلاقات الدولية، وتسترشد العلوم بالأهداف البشرية فيه بدلاً من العسكريّة، فلقد حان الوقت لسكان الأرض في هذه الذكرى الأليمة على اليابان للاستفادة من دروس التاريخ والعمل بها على أكمل وجه قبل فوات الأوان.