الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

إدارة ترامب.. الملفات العليا!

لا شك أنّ لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيات عليا ضمن جدول أعمالها أُعدت مسبقاً من قبل النظام السياسي الأمريكي والدولة العميقة، تعكف على محاولة تحقيقها وتسابق الزمن لتنفيذها وتخوض صدامات ومعتركات دولية بغية إنجازها، وعليه فإنّ هناك الكثير من الملفات الكبرى التي لها الأولوية القصوى والمكانة العليا في سياساتها ومن أهمها:

أولاً: محاولة تأسيس نظام مالي عالمي جديد، حيث كان نظام البترو-دولار هو السائد عالمياً منذ عام 1970، ولا يزال، فكانت أمريكا تدير العالم مالياً وفقه، لكن يتضح أنّها تريد تغييره، وما الإجراءات والسياسات الاقتصادية والمالية الجديدة التي اتخذتها وتتخذها اليوم إلاّ دليل على ذلك، لكن من غير المعروف حتى الآن ماهية هذا النظام المالي الجديد، إذ لا يزال غامضاً ولا يعرف العالم تفاصيله، وما هي خسائره وضحاياه وكلفته المتوقعة.

ثانياً: محاولة إنقاذ أمريكا من أزماتها، والتي قد يكون بعضها وجودياً، إذ تعاني الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية الأمريكية من أزمات مصيرية تهدد بقاء أمريكا على شكلها الحالي، ويتفرع من هذه الأزمات قضايا كثيرة كالهجرة والمهاجرين والهوية والنظام الرأسمالي والليبرالي والمجتمع والأسرة والانتماء ومشاكل السوق وغيرها.


ثالثاً: محاولة التعامل مع المسار التصاعدي للصين كقوة دولية قادمة، إذ تجهد وتلهث هذه الإدارة لتجريب كل السيناريوهات في سبيل تعطيل هذا الصعود، بدءاً من الحرب الاقتصادية، مروراً بالتفاهمات والمفاوضات ومحاولات الاحتواء وانتهاءً بإمكانية الصراع والصدام المباشر.


رابعاً: محاولة الإدارة الحالية رسم خارطة سياسية واقتصادية وجغرافية وحتى فكرية جديدة للشرق الأوسط تكون أمريكا المستفيد الأكبر منها وإسرائيل حاكماً جديداً للمنطقة، وما يجري اليوم من صراعات واستنزافات وتخريب وصفقات فيها دليل على ذلك، إذ تحاول أمريكا ترتيب المنطقة حسب المخطط لها بكل الطرق والأساليب دون الاعتبار للدمار والخسائر والأثمان المدفوعة.

وبكل تأكيد هناك الكثير من الملفات المهمة الأخرى، إلاّ أنّ تلك الملفات السابقة لها الأولوية عندها، فهل تنجح هذه الإدارة في معالجتها أم تفشل في ذلك؟ وفي كلتا الحالتين فإنّ أمريكا بحسب المراقبين والمختصين تعيش مرحلة خطيرة ومصيرية في تاريخها.