الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المقالة الحائرة

تقرر في عام 1995 أن يكون الـ 23 من أبريل من كل عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق النشر. لمَ هذا اليوم تحديداً؟ لأنه يصادف ذكرى ولادة الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير والكاتب الإسباني إنكا غارسيلاسو دي لا فيغا.

لماذا أحدثكم عن هذا اليوم ونحن في أغسطس؟ لأني أردت فهم آلية احتفاء الشعوب بكتابها ونظرة الدول نحو مبدعيها.

نتحدث جميعنا عن أهمية الإبداع، خصوصاً الكتابة (كونه مجالي) ونتائجه على المجتمعات والأفراد ودورهم وتاريخ هذا الإبداع وكيفيه تبدله وتعاطيه مع المخرجات من حوله، لكن ما هي طرق الاحتفاء به؟


حين يعمل كل مشغول بهَمِّ الإبداع والمبدعين على رفع قيمة هذا المبدع والإبداع الذي يقدمه، ولا يبحث ويطور من طرق الاحتفاء بأصحابه يكون كمن يصنع طاولة بساق ناقصة، ترتكز على الفراغ.


هناك جانب من الاحتفاء تتبناه الدول المتصدرة (لي أسبابي في استخدام هذا اللفظ دون كلمة المتقدمة) ويكمن في التغطيات الإعلامية، سواء المقروءة أو البصرية، إضافة إلى الجوائز المتخصصة، ثم تسمية الشوارع ونحت التماثيل وتخصيص متاحف على ذكرى الراحلين، كما الحال مع متحف نجيب محفوظ في مصر ومتحف غازي القصيبي في البحرين.

على الجانب الآخر، هناك صناعة أجندة متخصصة للاحتفاء بالإبداع كقيمة عالية، بنشر الوعي الحقيقي وإشراكه في مجالات وقطاعات الدولة كافة، وحصد نتائج ملموسة من هذا المبدع والإبداع على أرض الواقع.

الآن، كيف نعرف أننا تعدينا الجانب البسيط الأول إلى الثاني الأوسع والأهم والأكثر عمقاً وتأثيراً؟ بإجابتنا عن الأسئلة التالية: هل يمكن للمبدع اليوم الاكتفاء بإبداعه باعتباره مصدراً للرزق؟ هل يحصل المبدع مادياً /‏‏ معنوياً على ما يستحقه مقابل إبداعه؟ كم النسبة المخصصة للإبداع في المدارس؟ ما النسبة من المجتمع التي تعي القيمة الفعلية للإبداع وإمكاناته وطرق تمكين الدولة من خلاله، خصوصاً في سياستها واقتصادها؟