الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

طائرات إسرائيلية في سماء العراق

طائرات إسرائيلية في سماء العراق
فضحت التفجيرات التي استهدفت مستودعات أسلحة تابعة لميلشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق هشاشة الدفاعات الأمنية والصراعات الداخلية لقيادات الحشد في آن واحد.

منذ ما يقرب من شهر، وحتى الأسبوع الماضي قصفت طائرات بدون طيار أربعة مستودعات للأسلحة الثقيلة، بينها صواريخ إيرانية، تابعة للحشد الشعبي في بلدة آمرلي شرق تكريت، ومعسكر أشرف في ديالى، وقاعدة صقر ببغداد، وفي مدينة بلد بصلاح الدين، وأسفرت عن مقتل مستشارين وضباط من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ومدنيين عراقيين، إضافة إلى تدمير الأسلحة بالطبع.

الحكومة العراقية بررت هذه التفجيرات بحصول تماس كهربائي، مما أثار موجة من السخرية بين العراقيين الذين شاهد بعضهم طائرات بدون طيار تحوم فوق قاعدة الصقر قبيل وخلال وبعد التفجير، لكن التبرير الأكثر غرابة ووقاحة جاء في تغريدة القيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي الذي قال: «إن الأسلحة التي انفجرت في مخزن أسلحة قاعدة صقر جنوبي العاصمة بغداد هي أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت من قبل دولة استعمارية ظالمة، بناء على وشاية عراقية خائنة»، من دون الإشارة إلى أن الأسلحة خزنتها إيران في العراق «أمانة» لنقلها لسوريا، وليس لإسرائيل التي يعتقد أنها قصفت هذه المستودعات.


وكانت إسرائيل قد لمحت في وسائل إعلامها قبل أسبوع إلى مسؤوليتها عن قصف هذه المستودعات، وهذا يكشف عن سوء الإجراءات الأمنية، وفضاءات العراق المكشوفة سهلة الاختراق، كما كشفت هذه التفجيرات الغطاء عن حقيقة الصراعات بين قيادات ميلشيات الحشد والتي أدت إلى الانشقاق بين أبرز قيادييه.


ففي الوقت الذي هاجم فيه نائب رئيس ميليشيات الحشد أبومهدي المهندس ببيان، الولايات المتحدة لسماحها لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة وتنفيذ مهام على أراض عراقية، مهدداً واشنطن وتل أبيب بالرد «بأسلحتنا الموجودة حالياً واستخدام أسلحة أكثر تطوراً»، رد عليه رئيس ميليشيات الحشد الشعبي فالح الفياض ببيان قال فيه: «إن البيان الذي أصدره نائبه لا يمثل الموقف الرسمي للحكومة العراقية ولا الحشد الشعبي»، ويعد هذا أبرز انشقاق معلن بين قيادات الميليشيات الموالية لإيران.

الغريب في الأمر أن العراقيين أيدوا في تعليقاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذه الضربات حتى وإن كانت إسرائيل هي المتسببة بها، في إشارة إلى كرههم للميلشيات الموالية لإيران، بينما لم تعلق القيادات الكردية والسنية سواء بالسلب أو الإيجاب على هذه التفجيرات.