الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شراكة تعانق السماء

قضي الأمر، وانخرست ألسن المغرضين، وانخرعت أنفس المتربصين، ومات الحاقدون بغيظهم، ولاذ ثالوث الفتنة والإرهاب بالفرار إلى جحورهم. هذا هو حال المتآمرين الذين اعتقدوا أن العلاقة بين الرياض وأبوظبي، بزعمهم من ورق، وأصبحوا يجرون أذيال الخيبة والعار.. إنها شراكة «العضيد والشقيق»، إنها علاقة كتبت في اللوح والقلم، ولهذا فإن هذه الشراكة هي أعمق من المحيط وتعانق السماء.

لقد حققت الشراكة السعودية الإماراتية اختراقات إيجابية في مسار إرساء دعائم العلاقات وهي تستقي قوتها من الرغبة الحقيقية والأكيدة للقيادتين والشعبين الشقيقين في بناء شراكة استراتيجية تكاملية. وعندما صدر البيان المشترك لوزارتي الخارجية السعودية والإماراتية، أمس، فإن البيان أرسل رسائل استراتيجية للشرفاء والمحبين مفادها أن قيادتي البلدين الحكيمتين لديهما نضج وإرادة سياسية صلبة، ولن تسمحان لأي جهة كانت المساس بمصالح البلدين الاستراتيجية باعتبار أمن السعودية هو أمن الإمارات والعكس صحيح. والبلدان يمثلان عمقاً استراتيجياً لبعضهما بعضاً وللأمتين العربية والإسلامية، لأنهما ركيزتان أساسيتان لإرساء الأمن في المنطقة وخط الدفاع الأول للمنظومة الأمنية الخليجية والعربية والرادع للتمدد الإيراني الطائفي، والمدافع عن حقوق الأمة الإسلامية.

كما أرسل البيان رسالة أكثر قوة وموجعة لثالوث الفتنة والإرهاب (نظام الحمدين وأذرعه ونظام خامنئي الإرهابي ووكلائه والنظام التركي وعملائه الإخونجية)، إن استهداف الإمارات خط أحمر، والرياض وأبوظبي ترفضان وتستنكران معاً الاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف الإمارات على خلفية أحداث عدن.


والمملكة من خلال هذا البيان المشترك وضعت النقاط على الحروف، وأرسلت رسالة تحذير للقاصي والداني، فحواها أن اللعب مع الإمارات بمنزلة اللعب بالنار. وعلى الجميع ألا ينسوا أو يتناسوا حجم التضحيات التي قدمتها القوات السعودية والإماراتية معاً في إطار التحالف على أرض اليمن العربية الأصيلة رفضاً لانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني ومنعاً للتمدد الإيراني في المنطقة، فضلاً عن تحصين البيت العربي أمنياً.


لقد أسهمت الإمارات بقوة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ضاربة المثل بالتضحيات من أجل استمرار وجود اليمن العربي الأصيل، بعيداً عن الفكر الإرهابي الفارسي. ومن ينكر ذلك فهو جاحد.. لقد قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر منى بمكة أخيراً، إن المملكة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها.

والمطلوب الآن من كافة الأطراف والمكونات السياسية تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين باليمن وشعبه من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى الذين أوقدوا نار الفتنة ويحاولون زرع ونشر الفوضى.

إن الاحتراب والاقتتال الداخلي يصب في مصلحة النظام الإيراني فقط، ولهذا فإن توحيد الصف وجمع الكلمة والحوار بين الأطراف هو الأداة المؤثرة لمواجهة التهديد الإرهابي، سواء الحوثي المدعوم إيرانياً، هو احتياج استراتيجي حتى يسود الأمن والاستقرار كافة أرجاء اليمن وتتحقق الأجواء الإيجابية لعقد الحوار الذي دعت إليه السعودية في جدة لتوحيد صفوف أبناء الشعب اليمني، ولتجاوز أي اختلافات عبر الحوار.. إنها شراكة الرياض ـ أبوظبي.. شراكة الشقيق والعضيد.. أعمق من المحيط.. تعانق السماء.