الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

امرأة سبقت عصرها

«لن أستطيع قراءة الكتاب من جديد، في الفترة المقبلة على الأقل». حدثتنا الدكتورة رفيعة غباش بصوت متهدج عميق.

يمكن لنا أن نتحدث حين نتحدث عن الكتابة، عن أدب السيرة الذاتية أو السرد الذي يُدخل الكاتب فيه من تجربته الذاتية. لكن كيف يوارب باب السرد ويشاكس الذات حين يكتب عن الآخر الذي يصل منزلة النفس. تكتب الدكتورة رفيعة غباش عن والدتها عوشة بنت حسين في «امرأة سبقت عصرها» متجاوزة ذلك كله إلى كتابة حقبة عميقة بمعانيها ودلالاتها .. تكتب وطناً.

ليست صدفة إذاً أن يتم الاحتفاء بالكتاب في يوم المرأة الإماراتية والمرأة هي الوطن. ونحن هنا نقرأ عن امرأة ندرت شبيهاتها.. عن امرأة هي مجموعة من نساء.


ويبدو أن في كتابة هذا النوع من الأدب اكتشافاً عميقاً للذات كما في سير الذات بالإضافة إلى العلاقات المحيطة والظروف آنذاك، وللذاكرة فيها استحضار للراحلين واجتذاب لهم. تخبرنا الدكتورة رفيعة أنها كانت عملية شاقة جداً ومرهقة، ولكنها حين انتهت من الكتابة أعادت رؤية علاقتها بوالدتها بشكل مختلف.


«اكتشفت أني كنت المفضلة لدى والدتي، وقد قضيت سنواتٍ طويلة أعتقد عكس ذلك».

كتبت الدكتورة رفيعة غباش المرأة والذاكرة والتاريخ والوطن، والأهم أنها كتبت عن المرأة الإماراتية التي لا يعرفها كثيرون والتي سيجهلها أكثر جيل اليوم والغد.

امرأة قوية، محنكة، تراسل الرؤساء، وترد بشعرها على الشيوخ، وتقف بهيبة رغم صعوبات وتحديات ذلك العصر. «يظن الجميع أنه لأننا لم نملك البترول قديماً فقد كنا تعساء، وهذا غير صحيح. لطالما تمكنا من التغلب على الصعوبات والظروف وزرع السعادة والحياة الهانئة».

تحدثت الدكتورة رفيعة عن السعادة، عن شعب السعادة في أحد أهم الكتب التي صدرت مؤخراً والتي أنصح بالاطلاع عليها.