الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المرأة الإماراتية.. الحاضر والمستقبل

لعل أكثر ما يثلج الصدر، هو أن نشهد النجاحات التي تحققها دولة الإمارات عاماً بعد عام، دون أن تغيب المرأة عن أي مشهد منها، فقيادتنا التي حباها الله بنور البصيرة، والتي تسير على نهج المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تزهو بالمرأة وتجلها وتحتفي بها في كل محفل وميدان، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً عظيماً في نفس المرأة الإماراتية، فاستشعرت أهمية دورها ومسؤوليتها منذ وقت مبكر، كما أدركت تماماً أن الحفاظ على مكتسبات الآباء، وبناء مستقبل الأبناء، لن يتحققا إلا بوجودها ودعمها، فأزهرت كل الميادين بخطوتها، وأثمرت كل المشاريع بلمستها، وصارت مع الرجل كتفاً بكتف، حليفة وشريكة، رفيقة وداعمة، ومنافسة لا يستهان بها، في أغلب الأحيان.

والحقيقة أن هناك عنصرين رئيسين شكلا النموذج النسائي الفريد الذي أراده الوالد المؤسس، وهما غرس مبادئ وقيم الإنسانية والعطاء في نفس المرأة بكل ود واحترام، إلى جانب تمتعها بحصة واسعة من الحقوق والحريات، الأمر الذي جعل التنازل عن قيمها ومبادئها الوطنية ضرباً من المستحيل، فصارت تتعلم وتعمل وتحلم وتطمح لأجل وطنها أولاً وثانياً وآخراً.

لكن التحديات أمام المرأة الإماراتية اليوم أكبر من الماضي، ففي عصر الثورة المعلوماتية، والانفتاح الكبير، والمسؤوليات التي تزداد يوماً بعد يوم، بات من الضروري للمرأة الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن تتأكد من إمساكها بزمام مسؤولياتها دون أن تغفل عن أي جانب منها، فكل دور تؤديه كأم وزوجة وطالبة وموظفة وقيادية يتطلب التزامات ذهنية وبدنية ومعنوية واجتماعية وربما مادية.


ورغم أن للمرأة الإماراتية إمكانات كبيرة تؤهلها لتأدية كل تلك الأدوار بجدارة واقتدار، إلى جانب الدعم المستمر من الأهل والمجتمع، إلا أنها بحاجة إلى أن تعود دوماً لخططها للتأكد من أنها تناسب المرحلة الحالية والمستقبلية، وبما يتناسب مع تطلعات القيادة، وذلك لن يكون إلا عبر الاستمرار في بناء مستويات أعلى من الوعي والمعرفة والتعلم المستمر، الأمر الذي سيضمن تحصينها من هدر إمكاناتها والاستفادة منها دائماً حاضرة متجددة، كما سيضمن تحصين محيطها وجيل المستقبل من أي انزلاق قيمي أو معرفي أو أخلاقي، وبهذا نورث مكتسبات الآباء إلى أجيال واعية وقادرة على المحافظة عليها، بوجود المرأة ودعمها في كل المراحل.