الثلاثاء - 25 مارس 2025
الثلاثاء - 25 مارس 2025

رحلة القلم النسائي الليبي

رحلة القلم النسائي الليبي

خلود الفلاح

كتاب «رحلة القلم النسائي الليبي» عبارة عن دراسة أجرتها الكاتبة الليبية شريفة القيادي (1947 – 2014)، لعقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، والتي أسست للأصوات النسائية الموجودة اليوم.

يطرح الكتاب سؤالاً أساسياً: لماذا يتجاهل النقاد الحركة الأدبية النسائية الليبية في تلك الفترة؟ والسبب في طرح هذا السؤال هو الغزارة العددية لهؤلاء الكاتبات، واللاتي أسهمن بما لديهن من تأملات في هذا التيار الفكري، الذي ربما لم يشكل بعد سيلاً جارفاً، لكنه يمثل تياراً متميز السمات والملامح في هذه الهبّة المتدفقة للفكر الليبي بشكل خاص وللفكر العربي ككل.

تستعرض الباحثة شريفة القيادي قضية المرأة الأبرز في ذلك الوقت، ألا وهي الأمية، فكان مجرد افتتاح مدرسة أو تعيين فتاة معلمة في مدرسة أمراً ذا أهمية خاصة، ورغم ذلك تستعرض الكاتبة في هذا الجانب ما قالت: «ما يستحق التسجيل في تاريخ الحركة التعليمية الليبية والعربية في تلك الفترة، هو افتتاح مدرسة للبنات في مدينة بنغازي عام1921».


ولا ريب في أن هؤلاء كنّ الرعيل الأول، ومن بين هؤلاء السيدة حميدة العنيزي التي سافرت في بعثة دراسية إلى تركيا في أواخر عام 1911 والتحقت بمعهد المُعلمات بإسطنبول، فعادت بعدها إلى بنغازي، وكانت من المتفوقات في دراستها إلى الحد الذي اختارها المعهد للدراسة المتقدمة في فرنسا إلا أن ولدها رفض.


وفيما يخص مشاركة القلم النسائي الليبي في الصحف الموجودة آنذاك، كصحيفة طرابلس الغرب وبرقة الجديدة، فكان وجود اللمسة الأنثوية مستتراً وراء الأسماء المستعارة.

شهدت فترة الخمسينات دخول المرأة الليبية ميدان الكتابة بشكل أكثر وضوحاً، حيث المقالات الاجتماعية الداعية إلى تشجيع المرأة على التعليم، غير أن الحدث الأبرز آنذاك هو دخول السيدة زعيمة الباروني ميدان الكتابة والنشر عام 1955، ليتوج هذا المجهود بمجموعة «القصص القومي» التي نشرتها عام 1958، أما النصف الثاني من الخمسينات فاتسم بدخول أخريات من أمثال: منوبية عكاشة، بدرية النعاس، خديجة عبدالقادر، لطيفة القبائلي، أما فترة الستينات فقد شهدت تعدد المنابر الصحفية، فكانت السيدة خديجة الجهمي التي دخلت المجال الإذاعي عام 1956، والتي عُدّت من المذيعات الرائدات في العمل الإذاعي، ثم تقلدت منصب رئيس تحرير مجلة المرأة في العاشر من يناير عام 1965.