الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

لا تغضب أكثر مما يجب

هكذا كان الخبر: «حطمت أسرة مريض جهاز قسطرة قلب يبلغ ثمنه الملايين، بعد سماعهم خبر وفاة ابنهم في مستشفى معهد القلب، وجرى التحفظ على المعتدين، وتسليمهم للشرطة والنيابة العامة بتهمة الإضرار بالمال العام».. انتهى الخبر الذي نُشر في الصفحة الأخيرة، وبدأ عقلي يحاول أن يزن الموقف بصورة حيادية.

لا أستطيع أن أخفي تعاطفي مع غضب أسرة المريض، لكني أشعر بالتعاسة التي تترسب بداخلي كالإسمنت، من أننا لا نفكر بشكل منطقي أثناء الغضب، فتحطيم جهاز يبلغ سعره الملايين دون الوعي تماماً بأن هناك العديد من المرضى ينتظرون فرصتهم لإجراء عملية قسطرة، وبهذا سينتظرون أطول في الطابور.

وذكر عميد المعهد أن المستشفى يجري أكثر من 50 عملية يومياً قبل تحطيم الجهاز، وأشار إلى خطة بديلة، ولكنه لم يشرح ما هي!


أتفهم تماماً مشاعر أي مريض، وأعرف جيداً معنى أن تفقد حبيبك وابنك وأي فرد له مكانة في قلبك، لكن هذه المشاعر الغاضبة في المقدورالسيطرة عليها، وأتصور أنه لا أحد جاء لكي يهدئ من روع هذه الأسرة المغلوبة على أمرها، لذا لم يكن هناك بديل سوى تحطيم الجهاز، ولو أن هذا المستشفى قرر أن يبلغ الأسرة بمصاب ابنها الأليم في غرفة منعزلة ومع اختصاصيين اجتماعيين، لم يكن أبداً ليحدث ذلك.


بالتأكيد نلوم الأسرة على أنها لم تهتم بالمرضى الذين كانوا ينتظرون دورهم لإجراء العملية، وأنها كانت أنانية في مشاعرها، لكني شخصياً ألوم إدارة المستشفى فلا بد في مثل هذه المواقف أن يكون إبلاغ أسرة الفقيد بطريقة تمتص الغضب لا أن تثيره.