الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إيران وإسرائيل على أرض العراق

منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 حتى نهاية نظام الرئيس صدام حسين بعد الاحتلال الأمريكي في 2003، كان الحديث في العراق عن إقامة علاقات مع إسرائيل أو الدفاع عنها أو حتى الإشارة إليها إيجابياً موضوعاً محرماً شعبياً ورسمياً.

اليوم تغيرت الأحوال من المحال إلى المجاز بل إلى المشاع، حيث لم يعد المواطن العراقي يتكتم على أفكار تتحدث عن إمكانية إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد أن كان تعريفها بـ «الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية».

وفي جرد سريع لمواقع التواصل الاجتماعي سنجد أن نسبة الشباب العراقيين، من العرب والأكراد، لهم الصدارة في صفحات إسرائيلية رسمية أو شبه رسمية مثل«إسرائيل تتحدث العربية» و«أصدقاء إسرائيل» و«محبو إسرائيل».


وهذه المواقع وغيرها التي خطط لها بذكاء بالغ تتحدث مع العراقيين بلهجتهم العربية العراقية، ومع الأكراد بلغتهم الكردية، وغالباً تأتي طلبات الصداقة من شابات إسرائيليات جميلات.


لم يعد من المستغرب اليوم أن تسمع من شباب عراقيين واعين ومطلعين أسئلة على شاكلة «ما الذي يمنع العراق من إقامة علاقات مع إسرائيل التي لا مشكلة بيننا وبينها، بينما هناك دول عربية مجاورة لإسرائيل أو بعيدة عنها تقيم علاقات طيبة معها؟».

وبالمتابعة والتحليل سوف نتأكد من أن ممارسات جماعات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي ـ التي أضاعت العراق وأغرقته في مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية ـ هي التي دفعت بشباب العراق إلى حافة هذه الأفكار للتخلص من حكم الإسلام السياسي الذي حوّل العراق إلى تابع لإيران.

هناك اليوم من شباب العراق من يرون إيران أكثر خطورة على البلد ومستقبله من إسرائيل، بل تعدى الأمر إلى اعتبار إسرائيل جزءاً من الحل، خاصة بعد قصفها لمستودعات الأسلحة الإيرانية الموجودة في معسكرات تحمل عناوين ميليشيات تابعة لها في العراق.
ولعل تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيران وحزب الله اللبناني، اللذين توجد مستودعات أسلحتهما في العراق تحت لافتة ميليشيات الحشد الشعبي، وبالعراقي الفصيح عندما قال الأسبوع الماضي عبر تغريدته: «لن نسمح لأعدائنا بالتزود بأسلحة فتاكة ضدنا.. قلت لهم هذا الأسبوع إن عليهم أن يحذروا بأفعالهم، واليوم أقول لهم: ديروا بالكم»، تحمل تهديداً واضحاً لنفوذ إيران في العراق، و«ديروا بالكم» عراقياً تهديد شديد اللهجة يتناغم مع طموحات غالبية العراقيين بالتخلص من نفوذ طهران.