الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نصيحتنا للحوثي

مشكلة الحوثي أنه ينصح كل أحد ولا يجد من ينصحه! فعلى الرغم من مصائبه وجرائمه التي ارتكبها في حق أبناء شعبه وفِي حق بلده وأمته، إلا أنه يتجرأ لينصح التحالف وينصح السعودية والإمارات، وقبل ذلك ينصح حكومته الشرعية التي انقلب عليها، بل وينصح المجتمع الدولي! فماذا يريد عبدالملك الحوثي قائد الميليشيات الحوثية التابع لإيران أن يقول عندما «ينصح» الإمارات بالانسحاب من اليمن؟

يبدو أن الكذبة التي كذبها الإعلام الحوثي والإخونجي والإيراني بأن الإمارات ستنسحب من اليمن صدقها عبدالملك لدرجة أنه فرح وانتشى وحرك جنوده في كل مكان ليفاجأ بعد حين أن الانسحاب الإماراتي مجرد كذبة روجها البعض وصدقها الحوثي، لذا كانت خيبة زعيم الميليشيات كبيرة جداً لأنه يعرف قوة الإمارات ميدانياً، والفارق الذي تحدثه قوات الإمارات عندما تدعم الجيش والمقاومة اليمنية، لذا فإن التهديد الحوثي بالاعتداء على الإمارات لا يبدو مستغرباً، خصوصاً بعد أن تبخر حلمهم الثاني في شق صف التحالف العربي وإثارة الفتنة بين السعودية والإمارات، فما أن انجلى الضباب واتضحت الرؤية حتى عادت العلاقات الإماراتية السعودية كما كانت، وستصبح غداً أقوى وأعمق بعد أن كشفت الأزمة الأخيرة حقائق الكثيرين وأسقطت أقنعة البعض.

النصيحة الحوثية والتهديد الحوثي لا يؤثران في موقف الإمارات شيئاً، فالإمارات تعرف تماماً لماذا هي في اليمن مع المملكة ومن أجل ماذا، والتضحيات الكبيرة لشهداء الإمارات وقوات التحالف، الذين استشهد العدد الأكبر منهم في مثل يوم أمس، الرابع من سبتمبر 2015، والعمل الكبير في إعادة الأمن والاستقرار في مناطق اليمن المحررة يجعل الإمارات أكثر إصراراً على مواجهة الحوثي حتى استعادة الشرعية للشعب اليمني.


أما اقتصاد الإمارات الذي تكلم عنه الحوثي، فلن يهتز بتهديدات جاهل يعيش خارج العصر، فإذا نجح عبدالملك في خداع أتباعه من البسطاء، فلن يستطيع أن يؤثر شيئاً في دولة واجهت واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم في عام 2008، ووقفت على قدميها بقوة وكسبت ثقة العالم بجدارة.


نصيحتنا للحوثي أن يبحث لنفسه عن عدو يخاف منه، أما التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها الإمارات فلا تهزه مثل هذه التهديدات شيئاً، كما أن صواريخه تلك لم تغير شيئاً. والكرة الآن في ملعب الحوثي، إما أن يستغل الفرصة ويجد حلاً مع الشرعية والتحالف أو يواجه مصيره المحتوم.