الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

خريف الحوار في الخليج

هل سيرحل الصيف الساخن العامر بلغة الحرب والتهديد لنعيش خريفاً من الهدوء والحوار في منطقة الخليج؟.. هناك أمل يلوح في الأفق، ووفقاً لما تتداوله وسائل الإعلام، سوف يتم إطلاق سلسلة جلسات للنقاش حول الموضوع وعلى أرفع مستوى برعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 سبتمبر الجاري، إذ اقترحت الولايات المتحدة عقد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني على هامش تلك الجلسات.

وهذا بالضبط ما كان يسعى إليه الوسطاء مؤخراً، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء المرتقب سوف يمثل أول قمة بين رئيسي الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وعمدت الحكومة اليابانية إلى تعليق قرارها المتعلق بتحديد المنطقة التي ستسهم فيها بجهود التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة لضمان الأمن في الخليج العربي ومضيق هرمز.


وتتخوف دول كثيرة من أن يؤدي هذا التحالف إلى نتائج عكسية فيما يتعلق بأمن وهدوء الخطوط البحرية، خاصة أنه لم يحظَ حتى الآن بالقبول إلا من عدد محدود من الدول الحليفة، مثل: بريطانيا والبحرين وإسرائيل وأستراليا.


ويمكن للمشاركة في هذا التحالف المعلَن ضد إيران أن يزيد من احتمال حدوث نزاع قد يؤدي إلى دمار وخراب مناطق واسعة من شواطئ شمال وجنوب الخليج العربي، وربما يخلق معضلة أمنية وطنية خطيرة بالنسبة لليابان باعتبارها تمثل الحليف الأكثر ارتباطاً بالولايات المتحدة في شرق آسيا، والتي تعتمد بشكل أساسي على استيراد النفط والغاز الطبيعي من منطقة الشرق الأوسط.

من المهم الإشارة هنا، إلى أن الحوار بين ترامب وروحاني، يقع على رأس أولويات الدبلوماسية اليابانية في الشرق الأوسط في الوقت الراهن بشكل خاص، ويبدو من المرجح أن يوافق الإيرانيون على خيار الحوار، ولكنهم يُظهرون بعض التردد بسبب خوفهم من أن يمنح هذا الحوار ترامب كل الفرص التي أرادها، ومن دون أن تحصل إيران على أي شيء في المقابل.

والحكم المتعلق بما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يعزز مركزه في الانتخابات العامة التي ستشهدها إسرائيل يوم 17 سبتمبر الجاري أم لا، هو واحد من أهم العوامل المؤثرة على اتخاذ القرار فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من إمكانية إطلاق الحوار الأمريكي ـ الإيراني.

ومنذ التراجع الصارخ للرئيس ترامب عن تهديداته بالهجوم العسكري على إيران في 20 يونيو الفائت، انتقلت معظم عناصر الجانب العسكري لقرار «الضغط الأقصى» المفروض على إيران إلى إسرائيل.

وأصبحت إسرائيل، تحت قيادة نتنياهو، تلعب دوراً أساسياً في تشجيع سياسة فرض أقسى الضغوط الممكنة من جانب المؤسسة السياسية للولايات المتحدة، ونجحت في إقناع إدارة ترامب بجعل هذه الضغوط جزءاً أساسياً من سياستها، وتكمن المشكلة في أن هذه «الضغوط القصوى» بلغت سقفها الأعلى، ويجري الآن البحث عن سياسات بديلة.