2019-09-07
كانت مصر والسودان بلداً واحداً منذ قديم الأزل.. تربط شعبي البلدين كثير من أواصر الأخوة والمحبة والود، لكن على المستوى السياسي، دائماً نجد ما يقلق تلك العلاقة الجيدة.
وازداد هذا القلق منذ أكثر من ربع قرن، وأسباب هذا القلق كثيرة، أهمها على الإطلاق: كثرة التغيرات على الساحة السياسية السودانية، وصعود تيارات متشددة إلى أعلى مستوى، ما جعل التوافق بين سياسيي البلدين أمراً صعباً، ولكنه كان موجوداً بشكل أو بآخر.
ولكن، مصر مهمة للغاية بالنسبة للسودان، وكذلك فإن الخرطوم مهمة للقاهرة، كل بلد منهما هو العمق الاستراتيجي، الجنوبي لمصر والشمالي للسودان، ويظل نهر النيل هو الحياة لأبناء البلدين، نقطة اللقاء والتنسيق ويمكن أن يكون سبباً للخلاف، وأيضاً للاتفاق.
أما عن السياسات والأفكار، فأعتقد أن هناك غياباً واضحاً للأدوار بين الجانبين، فالقاهرة لم تكن مؤثرة بشكل كبير فيما حدث على الساحة السودانية، فعقب اندلاع المظاهرات في كل أنحاء السودان.. كانت هناك زيارة وتصريحات من وزير الخارجية سامح شكري، حيث تم تقديم دعم علني للرئيس السابق عمر البشير ونظامه من داخل الخرطوم، في حين حضر رئيس الحكومة مصطفى مدبولي حفل «فرح السودان»، والذي تم فيه التوقيع على الوثيقة السياسية والدستورية بين أطراف المعادلة السودانية، بل وألقى كلمة أوضح فيها الدعم المصري لاختيارات الشعب هناك.
لوم كبير أيضاً على وسائل إعلام الجانبين، فالإعلام المصري تجاهل ما يحدث في السودان تماماً، وللأسف أخلى الساحة لقنوات الشر والخبث، لتبث سمومها، حيث نشطت قناة الجزيرة القطرية في استضافة الندوات والمؤتمرات، واستقطاب النخب السودانية، مقابل صمت مصري غريب.
أما الإعلام السوداني فهو الآخر أسهم في نشر شائعات لا أساس لها من الصحة، بل وحاول بعض المنتمين لتيارات إسلامية معادية لمصر النفخ في الخلافات، وهذا أسهم في تراكم جبل الجليد بين الجانبين.
وهناك أخطاء تاريخية للجانب المصري كان من الممكن تفاديها بسهولة، إذا صدقت النوايا وتم بذل جهد حقيقي من الطرفين، أو على الأقل من عقلاء الطرفين.
على العموم، لم يفت القطار، والأمر لا بد أن يكون مطروحاً على دوائر المناقشات لدى صناع القرار في البلدين، اللذين يجمعهما نيل واحد ومصير واحد، ودم عربي وأفريقي واحد.
وازداد هذا القلق منذ أكثر من ربع قرن، وأسباب هذا القلق كثيرة، أهمها على الإطلاق: كثرة التغيرات على الساحة السياسية السودانية، وصعود تيارات متشددة إلى أعلى مستوى، ما جعل التوافق بين سياسيي البلدين أمراً صعباً، ولكنه كان موجوداً بشكل أو بآخر.
ولكن، مصر مهمة للغاية بالنسبة للسودان، وكذلك فإن الخرطوم مهمة للقاهرة، كل بلد منهما هو العمق الاستراتيجي، الجنوبي لمصر والشمالي للسودان، ويظل نهر النيل هو الحياة لأبناء البلدين، نقطة اللقاء والتنسيق ويمكن أن يكون سبباً للخلاف، وأيضاً للاتفاق.
أما عن السياسات والأفكار، فأعتقد أن هناك غياباً واضحاً للأدوار بين الجانبين، فالقاهرة لم تكن مؤثرة بشكل كبير فيما حدث على الساحة السودانية، فعقب اندلاع المظاهرات في كل أنحاء السودان.. كانت هناك زيارة وتصريحات من وزير الخارجية سامح شكري، حيث تم تقديم دعم علني للرئيس السابق عمر البشير ونظامه من داخل الخرطوم، في حين حضر رئيس الحكومة مصطفى مدبولي حفل «فرح السودان»، والذي تم فيه التوقيع على الوثيقة السياسية والدستورية بين أطراف المعادلة السودانية، بل وألقى كلمة أوضح فيها الدعم المصري لاختيارات الشعب هناك.
لوم كبير أيضاً على وسائل إعلام الجانبين، فالإعلام المصري تجاهل ما يحدث في السودان تماماً، وللأسف أخلى الساحة لقنوات الشر والخبث، لتبث سمومها، حيث نشطت قناة الجزيرة القطرية في استضافة الندوات والمؤتمرات، واستقطاب النخب السودانية، مقابل صمت مصري غريب.
أما الإعلام السوداني فهو الآخر أسهم في نشر شائعات لا أساس لها من الصحة، بل وحاول بعض المنتمين لتيارات إسلامية معادية لمصر النفخ في الخلافات، وهذا أسهم في تراكم جبل الجليد بين الجانبين.
وهناك أخطاء تاريخية للجانب المصري كان من الممكن تفاديها بسهولة، إذا صدقت النوايا وتم بذل جهد حقيقي من الطرفين، أو على الأقل من عقلاء الطرفين.
على العموم، لم يفت القطار، والأمر لا بد أن يكون مطروحاً على دوائر المناقشات لدى صناع القرار في البلدين، اللذين يجمعهما نيل واحد ومصير واحد، ودم عربي وأفريقي واحد.