الأربعاء - 13 نوفمبر 2024
الأربعاء - 13 نوفمبر 2024

اعمل ما هو صحيح دائما

في تفسيرها لأسباب نجاحها كمقدمة برامج، على مستوى العالم، وتحولها إلى واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا، تبين أوبرا ويفري أن رسالتها في الحياة أن تتمكن من التعبير عن أفضل ما في داخلها، وقدمت أحد مفاتيح التعبير عما هو إيجابي في دواخلنا أن نعمل ما هو صحيح.

لم تقل أوبرا أن نعمل ما نظن أنه صحيح، لم تتكلم عن الصحيح باعتباره نسبيا، طرحت الصحيح بصفته أمرا واضحا لا خلاف عليه.

أحد نماذج عمل الصحيح كما طرحته أوبرا ويفري في أحد لقاءاتها التلفزيونية، أن فريق إعداد برنامجها تمكن من العثورعلى سيدة تعمل معلمة في مدرسة صباحا، ثم داعرة في أحد الفنادق مساء. وأنها موافقة على الظهور في البرنامج الأكثر شهرة في العالم.


علقت أوبرا قائلة: كُنْتُ على يقين أن تجربة هذه السيدة ستكون من أكثر التجارب إثارة وأن الحلقة ستكون صادمة.


وأثناء التحضير للحلقة بينت السيدة أنها مقتنعة بحياتها وأنها لها أسبابها في التحول من معلمة صباحا إلى عاهرة ليلا، وأثناء النقاش تبين أن لدى السيدة طفل في العاشرة من عمره تخفي عنه حياتها الليلية.

وفجأة أعلنت أوبرا أمام السيدة وفريق العمل أنها لن تبث الحلقة مطلقا، مما صدمهم جميعا، إذ كانوا جميعا متحمسين لعرض الحلقة، عندها: أجابت أوبرا أنها لن تحطم حياة طفل في العاشرة من أجل بث حلقة مثيرة على الهواء.. مستقبل الطفل هو أهم من تجربة أمه وأهم من البرنامج نفسه كما عبرت أوبرا.

في الفترة الأخيرة في عالمنا العربي نجد الكثير من الفنانين والإعلاميين من عديمي الموهبة ومحدودي الإنتاج يلجؤون للصخب وإثارة الجدل على حساب سمعة الآخرين أو سمعتهم، ليثبت كثير منهم أن لا وجود لهم خارج الضجة والمشكلات مع الأفراد أو المجتمع، أو بعيدا عن أروقة المحاكم.

البعض يعلق تعليقات مسيئة على خشبة المسرح أمام الكاميرات، والبعض يفتعل (خناقات) على تويتر أو الأنستغرام، والبعض يهاجم فئات مجتمعية في برامج فضائية.. كل هذا من أجل أن يسجل حضورا بين الناس حتى وإن كان حضورا سيئاً.

هؤلاء يظنون أن حضورهم واختلاف الناس عليهم هو دليل تأثيرهم وأهميتهم، والحقيقة أنهم يتحولون إلى قطعة علك للتسلية ما أن ينتهي تأثيرها حتى تصبح مزعجة ومملة فتستحق الرمي. أما الشخصيات المؤثرة بالفعل فهي التي تتحول إلى مصباح يسكن قلبك، يزيد النور حولك توهجا، وحين تشتد الظلمة لن تجد رفيقا منقذا سواه.