الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

على شواطئ المعرفة

في عصرنا أصبحت المعرفة «سندويتشات»، والفرق كبير بينها وبين والوليمة، كانوا حول الموائد في الولائم يجتمعون، يأكلون ويلتقون ويتحاورون، حينها كانت الوجبة دسمة على مستوى المعدة والنفس، أما أن تأكل وجبتك في شطيرة وحدك وعلى عجل، فهناك فرق، وكذلك المعرفة التي يكتسبها المرء من مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ومن الإنترنت عامة، فالمستجدات متلاحقة، لا تُمكِّنك من التّروي في المعرفة، فتنتقل من معلومة إلى معلومة، دون التعمق أو التبحر، فتكتسب معرفة سطحية سرعان ما تسقط من الذاكرة، لأن المعرفة تتطلب زمناً وتفكراً لتثبُت قي الذاكرة طويلة الأمد، وهذا ملخص لظاهرة وهم المعرفة، أو المعرفة الزائفة.
منذ القدم وخاصة في اليونان اشتغل الفلاسفة في البحث عن الحقيقة، ومن هنا بدأ الاشتغال على المعرفة، علهم يجدون الحقيقة، فتشكلت فروع المعرفة الرئيسة الثلاثة، وهي تختزل في داخلها كل أطراف المعرفة، بل وتتسع لما يستجد، وفروع المعرفة هي: علوم إنسانية، وتشمل الإنسان، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والسياسة والاقتصاد وما شابه من علوم ذات علاقة بالإنسان وحياته وفكره وعاداته وسلوكياته وغيرها، أما الفرع الثاني فهو الفنون والآداب، وتقع على قمتها اللغة والشعر والرواية والتشكيل على تنوعه من رسم ونحت ورقص شعبي وإيقاعي وموسيقى، وهناك ما استُحدث في عصرنا مثل الغرافيك وألعاب الفيديو واستعراضات الإضاءة وغيرها الكثير، والفرع الثالث للمعرفة هو العلوم الطبيعية، وقد بدأت بعلم الأحياء والكيمياء والفيزياء، ثم تشعبت لتفريعات عديدة أخرى، من فضاء وفلك وهندسة على أنواعها.
لقد كنا نقرأ الكتب فنبحر في الموضوع الواحد إلى العمق، اليوم نتجول حول الشواطئ ونكتفي.