2019-09-18
السودان، هذا البلد القارة الغني، والمتعدد الأعراق والثقافات والديانات، وبرغم إنتشار أبنائه من العلماء والمفكرين في كل أنحاء المعمورة، وفي مختلف مجالات الابداع الانساني والعلمي، ظل يعاني من صراعات دامية وحروب أهلية دارت رحاها على مدى أكثر من عقدين.
وبذات الأطر النظرية، أضيفت عدة فصائل استمرت في الحروب، التي استهلكت كثير الموارد البشرية والمادية، وأرهقت إنسان السودان، الذي كان يأمل في أن يتمكن من العيش بهدوء في العالم غير المتوازن، الكل فيه يحاول الحفاظ على هويته وثقافته، فنجاح المرحلة الانتقالية يكمن في نزع فتيل أزمة الهوية.
ولأنّ أيّ ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تُهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللارث البشري، ذلك أن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا، ومن هنا يأتي اختلاف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية، وهذا ما قرأناه في أدب الخلاف والاختلاف في المشهد الثقافي السوداني المحرك الأساسي لأفكارالساسة السودانيين جميعا.
إنّ رياح التغيير القوية والتدفق الثقافي في الألفية الثالثة، والتي تجوهرت الثورة السودانية ضمنها، والتي تطالعنا تحت مظلة العولمة، كان بإمكان السودان أن يسهم فيه بقوة تنوعه، ولكنه أخذ منحى آخر باشتداد الصراع الذي استمر بين أبناء الوطن الواحد، بقوة ودون مبرر غير تشابك إشكالية أزمة الهوية.
فالهوية السائدة التي ثارعليها الشباب لم تعد هي الموروث المرغوب فيه، ولا في العقلية التي كرسته لطمس الكثير من موروثات ثقافية تمتاز بتنوع جدير بأن يكون الواقي والناجع لمقاومة أي تيارات حضارية قادمة، بل تسهم معها في طرح ما لدى السودان من الذاتية الثقافية والتي لا تعني على الاطلاق العزلة والانطواء، بل سلوك محمود في التميز عن الآخرين ومشاركتهم.
يمكن طرح هذا التميز كأسلوب للعيش وصياغة النموذج الخاص الذي تعرفه الشعوب والحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ، فالثقافة كما يراها كثيرون، ليست لوحة رسم أو تحفة يمكن نقلها من مكان إلى آخر، بل هي مضامين شحنات نفسية وذاتية وبيئية، من الصعب استيرادها أو فصلها عن بيئتها وكوامنها واشكالياتها الأخرى.
وعند قراءة التعريف السابق عن الثقافة، وبتطبيقه في نموذج بلد يزخر بتعدد البيئات الجغرافية والقبائل واللغات واللهجات، نجد أن الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة شحنات نفسية وذاتية وبيئية، تحتاج إيجاد أرضية ثابتة ومشتركة تكون بمثابة انطلاقة مشتركة، جامعة ومعبرة عن الدوزنة في اتجاه الوحدة وبناء الشخصية السودانية الواعية بخصوصيته المميزة، وبالتالي تجاوز جميع أشكال الصراعات المؤلمة وغير المثمرة.. فهل يمكن نزع فتيل الهوية الثقافية لإنهاء الأزمات السودانية ؟.
وبذات الأطر النظرية، أضيفت عدة فصائل استمرت في الحروب، التي استهلكت كثير الموارد البشرية والمادية، وأرهقت إنسان السودان، الذي كان يأمل في أن يتمكن من العيش بهدوء في العالم غير المتوازن، الكل فيه يحاول الحفاظ على هويته وثقافته، فنجاح المرحلة الانتقالية يكمن في نزع فتيل أزمة الهوية.
ولأنّ أيّ ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تُهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللارث البشري، ذلك أن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا، ومن هنا يأتي اختلاف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية، وهذا ما قرأناه في أدب الخلاف والاختلاف في المشهد الثقافي السوداني المحرك الأساسي لأفكارالساسة السودانيين جميعا.
إنّ رياح التغيير القوية والتدفق الثقافي في الألفية الثالثة، والتي تجوهرت الثورة السودانية ضمنها، والتي تطالعنا تحت مظلة العولمة، كان بإمكان السودان أن يسهم فيه بقوة تنوعه، ولكنه أخذ منحى آخر باشتداد الصراع الذي استمر بين أبناء الوطن الواحد، بقوة ودون مبرر غير تشابك إشكالية أزمة الهوية.
فالهوية السائدة التي ثارعليها الشباب لم تعد هي الموروث المرغوب فيه، ولا في العقلية التي كرسته لطمس الكثير من موروثات ثقافية تمتاز بتنوع جدير بأن يكون الواقي والناجع لمقاومة أي تيارات حضارية قادمة، بل تسهم معها في طرح ما لدى السودان من الذاتية الثقافية والتي لا تعني على الاطلاق العزلة والانطواء، بل سلوك محمود في التميز عن الآخرين ومشاركتهم.
يمكن طرح هذا التميز كأسلوب للعيش وصياغة النموذج الخاص الذي تعرفه الشعوب والحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ، فالثقافة كما يراها كثيرون، ليست لوحة رسم أو تحفة يمكن نقلها من مكان إلى آخر، بل هي مضامين شحنات نفسية وذاتية وبيئية، من الصعب استيرادها أو فصلها عن بيئتها وكوامنها واشكالياتها الأخرى.
وعند قراءة التعريف السابق عن الثقافة، وبتطبيقه في نموذج بلد يزخر بتعدد البيئات الجغرافية والقبائل واللغات واللهجات، نجد أن الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة شحنات نفسية وذاتية وبيئية، تحتاج إيجاد أرضية ثابتة ومشتركة تكون بمثابة انطلاقة مشتركة، جامعة ومعبرة عن الدوزنة في اتجاه الوحدة وبناء الشخصية السودانية الواعية بخصوصيته المميزة، وبالتالي تجاوز جميع أشكال الصراعات المؤلمة وغير المثمرة.. فهل يمكن نزع فتيل الهوية الثقافية لإنهاء الأزمات السودانية ؟.