2019-09-18
يزداد الاهتمام والحديث حول موضوع التنمر، خاصة مع تنامي وتزايد ضحاياه في كثير من المجتمعات، وإن كان معظم الحديث عن التنمر يدور حول الأطفال إلا أنه ذو مدلول أشمل، فهو عام حيث يتعرض له حتى الكبار في السن. ولعل ما يوضح خطورة هذه القضية تعدد أنواعه وأقسامه وأيضاً من يتعرض له.. الدراسات والآراء العلمية التي تحدثت عن أنواع التنمر وأقسامه تباينت فلا يوجد تحديد لعدد الأنواع والأقسام، ولكن في المجمل هناك التنمر الجسدي وهو الاعتداء إما بالضرب المباشر أو بالدفع أو نحو ذلك من الأساليب التي فيها إيذاء جسدي، وهناك التنمر اللفظي وهو الشتم وإطلاق الصفات والتشبيهات التي فيها إهانة وتجريح أو كلمات فيها تهديد وتعبير عن النقص وتقليل من الشأن والافتراء، وهناك التنمر الاجتماعي، وهو يتناول الإساءة للشخص على مستوى المجتمع ونشر وبث الشائعات المغرضة عنه وإيراد قصص ومواقف كاذبة وغير حقيقية، وكل فعل يكون فيه تشجيع ودفع للناس على كراهية ونبذ وإبعاد الشخص، وهناك التنمر على الإنترنت الذي يمكن ملاحظته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر من خلال كتابة كلمات جارحة أو إرسال رسائل صوتية أو تحميل صور أو مقاطع فيديو فيها إيذاء وتجريح. وهناك أيضاً تشويه السمعة والكذب والافتراء بكتابة مواضيع غير صحيحة.. اكتسب موضوع التنمر اهتماماً أكبر لأنه يظهر في البيئة التعليمية بين التلاميذ الصغار تحديداً، وبطبيعة الحال تكون نتائجه مؤذية وكبيرة سواء في الوقت الراهن أو المستقبل. على كل أب وأم التنبه لهذا الموضوع والاقتراب أكثر من طفلهم ومناقشته والحديث معه باستمرار حول هذا الموضوع، وزيادة معارفه ووعيه بالتصرف الأمثل عندما يواجه من يتنمر عليه، لكن أيضاً على الأب والأم، التنبه من أن يكون طفلهم متنمراً، بمعنى يمارس التنمر ضد أقرانه، وعند ملاحظة هذا السلوك يجب علاجه وعدم تشجيعه على هذا السلوك العدائي بحجة أنه يحمي نفسه، لأن هذا السلوك العنيف سينمو معه وقد يتحول لفعل إجرامي مستقبلاً. حماية أطفالنا من التنمر بتعليمهم كيفية التصرف إن تعرضوا له وأيضاً بعدم ممارسة التنمر والقسوة على أقرانهم.