الشعب الإماراتي يمتلك الثبات والقوة والعزم المستميت للدفاع عن مقدساته وثوابته، كما يكشف عن ذلك نسيجه وتلاحمه الداخلي، واستشهاد ستة من جنودنا البواسل أثناء أدائهم واجبهم الوطني، ليس غريباً أن المواطَنة الصالحة معيار للحق والواجب لدى أبناء الوطن جميعاً، وهم رجال الوطن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقد سالت دماؤهم الزكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد، فننحني في هذا اليوم بكل إجلال وهيبة أمام أرواحهم الطاهرة.
تضحياتهم تلك لن تثني دولة الإمارات العربية المتحدة عن أداء واجبها تجاه الأشقاء ونصرتهم في حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب، وحماية الحاضر والمستقبل، فهو موقف ثابت لا يتغير لأنه يستند إلى منطلقات صادقة وواضحة.
ربما لن نبالغ إذا قلنا إننا أمام رهان وتحدٍّ لحياة ومستقبل تشوبه الاضطرابات والأزمات، في منطقة تتراجع فيها الانتماءات الوطنية، ويتم خرق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، ولا بد من أن تنصرف الشعوب إلى حب الوطن والارتباط به، وحمايته قبل أن يقترب إليه فتيل الفتن والإرهاب، ولن ننتظر حتى تأتي إلينا الفوضى، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والثقة بمستقبل الوطن ومواجهة قوى الشر والإرهاب بقوة؛ لأنها توهمت يوماً أنها تمتلك القدرة على خطف طموحات وتطلعات الإنسان العربي نحو المستقبل المشرق.
والوطن الذي يملك شعبه التضحية من أجل الحرية والكرامة، هو ذلك الشعب الذي يحرص ويملك القدرة على الانتصار للقيم الوطنية والفداء للمثل العليا من أجل عزة الأوطان، والشهادة تجعل الأوطان رايتها خفاقة وشامخة، كلماتنا عن التضحية والولاء للوطن تصبح لا معنى لها بدون أن تروى بالدماء الزكية، لا سبيل إلا بالشهادة من أجل جهادنا ضد أعداء الحرية والسلام.