2019-09-19
قد يحلو لبعض المحللين السياسيين القول إن تركيا تنفَّست الصعداء باستقالة أو إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الأسبوع الماضي، ولا شك في أن في ذلك شيئاً من الصحة بسبب ما عرف عن بولتون من مواقف متشددة ضد الحكومة التركية، فقد توعد تركيا بمزيد من العقوبات الاقتصادية في ظل احتجازها للقس الأمريكي برايسون قبل إفراج المحكمة التركية عنه، ولكن تشدده الأكبر جاء برفض الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا حتى لا تتخلى أمريكا عن حماية قوات سوريا الديمقراطية.
كل ذلك لا يعني أن العلاقات التركية ـ الأمريكية سوف تتحسن كثيراً بعد بولتون، لأن الأزمات الحقيقية بين تركيا وأمريكا ليست حول الأزمة السورية فقط، بل إن هناك بوادر مواصلة للأزمة بعد استقالة بولتون أيضاً، فالتصريحات التركية تتهم أمريكا بمحاولة فرض رؤيتها الخاصة للمنطقة الآمنة، بالحفاظ على وجود قوات سوريا الديمقراطية داخل حدود المنطقة الآمنة، وأن تحافظ على التغيرات الديمغرافية في السنوات الأربع الماضية، بما يعني وجود أكبر عدد ممكن من السكان الأكراد، الذين تم ترحيلهم إلى هذه الأماكن بدعم أمريكي، بينما تريد تركيا أن تكون المنطقة الآمنة تحت حمايتها أمنياً، وأن تكون منطقة آمنة للسكان السوريين الأصليين.
كان بولتون واحداً من أعداء تركيا في أمريكا بحسب الإعلام التركي وتصريحات المسؤولين، وهو وآخرون غيره موجودون في الكونغرس الأمريكي يعارضون السياسة التركية الداخلية والخارجية، ومنها موقفها من سياسة العقوبات الأمريكية نحو إيران، ومن صفقة القرن والقدس والحلول السياسية الأمريكية للقضايا الفلسطينية والقبرصية والليبية وغيرها.
من الأرجح أن إقالة بولتون تتعلق بالسياسات المتشددة التي كان يتبناها بولتون في توجيه ضربة عسكرية قاسية لإيران بعد إسقاطها للطائرة الأمريكية في الخليج العربي، وبسبب مواقفه المتشددة مع كوريا الشمالية ومع روسيا والصين أيضاً، بينما يفضل الرئيس الأمريكي ترامب إنهاء هذه الخلافات والتوترات عن طريق الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ورفع الرسوم الجمركية وغيرها، فأمريكا لو وجهت أي ضربة لإيران فإنها كانت ستضطر لإرسال أكثر من 120 ألف جندي أمريكي إلى منطقة الخليج العربي، وهو أمر لا تفضله الإدارة الأمريكية ولا يوافق عليه البنتاغون أيضاً، بقدر ما يفضلون أن تكون الحرب في الخليج بين الدول العربية وإيران، وهذا تطلب إقالة بولتون الذي كان يلح على ترامب لضرب إيران، وبالأخص أن إيران رفضت تمرير ضربة عسكرية وهمية تحفظ ماء وجه ترامب، فقرر بولتون الاستقالة، ولكن ترامب فضل إقالته بنفسه.
كل ذلك لا يعني أن العلاقات التركية ـ الأمريكية سوف تتحسن كثيراً بعد بولتون، لأن الأزمات الحقيقية بين تركيا وأمريكا ليست حول الأزمة السورية فقط، بل إن هناك بوادر مواصلة للأزمة بعد استقالة بولتون أيضاً، فالتصريحات التركية تتهم أمريكا بمحاولة فرض رؤيتها الخاصة للمنطقة الآمنة، بالحفاظ على وجود قوات سوريا الديمقراطية داخل حدود المنطقة الآمنة، وأن تحافظ على التغيرات الديمغرافية في السنوات الأربع الماضية، بما يعني وجود أكبر عدد ممكن من السكان الأكراد، الذين تم ترحيلهم إلى هذه الأماكن بدعم أمريكي، بينما تريد تركيا أن تكون المنطقة الآمنة تحت حمايتها أمنياً، وأن تكون منطقة آمنة للسكان السوريين الأصليين.
كان بولتون واحداً من أعداء تركيا في أمريكا بحسب الإعلام التركي وتصريحات المسؤولين، وهو وآخرون غيره موجودون في الكونغرس الأمريكي يعارضون السياسة التركية الداخلية والخارجية، ومنها موقفها من سياسة العقوبات الأمريكية نحو إيران، ومن صفقة القرن والقدس والحلول السياسية الأمريكية للقضايا الفلسطينية والقبرصية والليبية وغيرها.
من الأرجح أن إقالة بولتون تتعلق بالسياسات المتشددة التي كان يتبناها بولتون في توجيه ضربة عسكرية قاسية لإيران بعد إسقاطها للطائرة الأمريكية في الخليج العربي، وبسبب مواقفه المتشددة مع كوريا الشمالية ومع روسيا والصين أيضاً، بينما يفضل الرئيس الأمريكي ترامب إنهاء هذه الخلافات والتوترات عن طريق الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ورفع الرسوم الجمركية وغيرها، فأمريكا لو وجهت أي ضربة لإيران فإنها كانت ستضطر لإرسال أكثر من 120 ألف جندي أمريكي إلى منطقة الخليج العربي، وهو أمر لا تفضله الإدارة الأمريكية ولا يوافق عليه البنتاغون أيضاً، بقدر ما يفضلون أن تكون الحرب في الخليج بين الدول العربية وإيران، وهذا تطلب إقالة بولتون الذي كان يلح على ترامب لضرب إيران، وبالأخص أن إيران رفضت تمرير ضربة عسكرية وهمية تحفظ ماء وجه ترامب، فقرر بولتون الاستقالة، ولكن ترامب فضل إقالته بنفسه.