الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

غير تفكيرك تتغير حياتك

طبيعة الإنسان أنه متحول وفي حركة دائمة، بمعنى أننا محكومون بالتغير المستمر، ولا توجد مشقة في إثبات هذا الجانب، حيث يمكن ملاحظته في أنفسنا فنحن في أشكالنا تحدث تغيرات مستمرة ودائمة، فلا يمكن أن يكون إنسان ما تماماً كما هو في العام الماضي، نحن نتغير لأن للزمن سطوته علينا، نكبر وتتغير ملامحنا ومعها أيضاً تتغير أجسادنا، لكن أيضاً هناك تغييرات أخرى تتعلق بالنفس والاهتمامات والرغبات، ولا أدل على ذلك من مراحل عمر الإنسان فعند الطفولة له متطلبات ورغبات ولكنه بمجرد أن يدخل مرحلة عمر أكبر قليلاً تتغير مباشرة تلك الرغبات، وتصبح الألعاب التي كانت تسعده وتدخل البهجة على قلبه غير ملائمة ويتم القذف بها أو تكسيرها، وعندما يصل إلى مرحلة عمرية أكبر مثل دخول سن المراهقة تبدو نظرته للعالم الخارجي مختلفة فهو يريد المغامرة ويريد التفاعل وكأنه أصبح في سن كبيرة تسمح بأن يكون له كلمة وأن يساهم في حراك العالم، ومع مثل هذه التنقلات العمرية الكبيرة تحدث تغييرات في المبادئ والرغبات، ومعها تتغير حتى نظرته للحياة بل والأولويات فيها، هذا قدرنا أن التغير ماثل وكأننا في حركة دائمة ومستمرة ولا سبيل أو طريقة لإيقافه، ومن يحاول التوقف يتجاوزه الزمن وتسبقه الأفكار ويظل في مكانه يندب الحظ العاثر.. وأكثر ذكاء هم من يعرفون هذه الحقيقة الوجودية، فيقومون بالعمل على المسابقة والتفاعل وأن تكون التغييرات مدروسة وهم المساهمون فيها، بمعنى أنهم يبادرون ويستعدون، ولإتمام هذا الجانب فإنه من الأهمية أن تبدأ العملية من العقل، بمعنى ترويض العقل على الفعالية والتفاعل والاستعداد لأي تغييرات، وكما يقول عالم علم النفس ريك هانسون : «ذاك الذي يغير دماغه، يغير حياته». وهو ببساطة يشير إلى تغيير طريقة التفكير والمنطلق، وعندما تتم هذه العملية في العقل فإن هناك استجابات حتمية للواقع الذي تعيشه. وهذا يقودنا نحو العقل وقيادته لهذه العملية، فعندما يكون منفتحاً ومتقبلاً ومستعداً تكون عملية التغير متوافقة ومتماشية مع باقي تفاصيل حياتنا. وليكن شعارنا: نعم للتغير، ونعم لنقوم نحن بقيادته وتوجيهه.