الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

إعلام الشاشات.. والصحافة الورقية

«أهرام.. أخبار.. جمهورية»، تذكرت هذه العبارة التي ترددت كثيرا في الأفلام المصرية التي كانت مصدر ترفيه مهم لنا في طفولتنا، وأنا أتجول مع السائق في شوارع عمان عند زيارتي لها قبل أيام.

فاجأني موزع إحدى الصحف بنقر زجاج السيارة لتنبيهي لشراء الصحيفة، هذه التفصيل المرتبط بالصحف الورقية سيندثر هو الآخر شيئا فشيئا بعد أن أعلنت عدد من الصحف في العالم توقفها عن الطباعة الورقية، وتعددت الأسباب والموت واحد، حيث لم تشفع كل المحاولات لوأد هذا الموت للصحافة الورقية، التي هزمتها الأزمة الاقتصادية العالمية والعالم الرقمي، وخذلها قراؤها الذين خاطبتهم إحدى الصحف التي توقفت مؤخرا في عددها الأخير:«لكم أن تهنؤوا الآن بأجهزتكم الالكترونية»، وذلك في تعبير عن غضبها بانتصار العالم الالكتروني على الورقي.

في مشواري الصحفي وضعت مقولة نابليون بونابرت نصب عيني الذي قال عن الصحف: «أخاف من ثلاث صحف أكثر مما أخاف من الآلاف من الطعنات بالرمح»، وأنا لا أخفي قرائي الكرام أنني من المتحيزين للصحف الورقية، ورائحة الحبر، والكتابة باليد.


طربت قبل أيام لحديث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي للقادة الإعلاميين العرب من الشباب والذين وجههم لضرورة تطوير منظومة الإعلام في عالمنا العربي حيث أصبح ضرورة ملحة لبناء وتعزيز الثقة بين المجتمعات العربية، وقياداتها بأفكار ملهمة تزيد من التلاحم المجتمعي، وتحقق أحلام وطموحات الشعوب.


وأنا أومن بأن المحتوى الصحفي هو المهم، وهو الذي لا بد من الالتفات إليه، لذلك نحن بحاجة لبرامج إعلامية تؤهل الشباب، وتبادر لتطوير قدراتهم الإعلامية، حيث يمكننا المضي للتطور دون أن نلغي وسيلة مهمة من وسائل الإعلام، ودون أن نبقي أنفسنا حبيسي أجهزتنا الالكترونية.

نعول على الشباب كثيرا لأنهم اليوم يشكلون نسبة تصل إلى 70 في المئة في بعض الدول، لذا يجب أن يعي الشباب دورهم في ضرورة توثيق المحتوى العربي على الانترنت، وكفاهم أن يضعوا كلمة الشيخ محمد بن زايد كخارطة طريق حين قال سموه:

“ إنه من خلال شبابنا نتطلع إلى رؤية منابر إعلامية تخاطب العالم بثقافة العرب، وتحمل رسائل الخير والتسامح إلى شعوب الأرض".

صاحبة الجلالة.. هي إحدى المنابر الإعلامية المهمة التي سيبقى لها قراؤها، وستكون صحافة الشاشات صدى لها، وليس جلادها الذي يلغيها.