الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الملل.. نعمة أم نقمة؟!

ربما يكون العصر الذي نعيشه الآن أكثر عصور البشرية تطوراً من الناحية التكنولوجية على الأقل، حيث تكاد لا تشاهد إنساناً إلا وتجده مغموساً في هاتفه الذكي.

ورغم انشغال البشر بجميع ما يملكونه من وسائل وأدوات الترفيه، إلا أن كلمة «ملل» تتردد على ألسنتهم بشكل شبه دائم!.

إن فترات الملل لا بد وأن تطل بوجهها بين الحين والآخر، فعندما نقوم بممارسة رياضة معينة بشكل يومي، فلا بد أن يخامرنا شعور من الملل بعد مرور بعض الوقت، ومن يدري فربما يكون الشعور بالملل أحد الأسباب التي أدت إلى إنخراط بعض الشباب الذين كانوا يعيشون حياة رتيبة في صفوف جماعات إرهابية.


إنّ الجانب المشرق من الملل هو أنه قد يكون سبباً رئيسياً لدفع الإنسان للقيام بعمل جديد ومفيد له ولمجتمعه، يكون بمثابة الحافز لخوض مغامرة جديدة يكون لها مردود إيجابي عليه.


فعندما يشعر الإنسان بأنه يدور في حلقة مفرغة، فإنه قد يعتقد بأن الوقت قد حان للتغيير والبحث عمّا هو جديد ونقطة إنطلاقة نحو حياة جديدة سعيدة.

يقول عالم النفس والفيلسوف الأمريكي إيريك فروم: «الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي قد يشعر بالملل»، فروم مُحق في ما ذهب إليه بأن الإنسان هو الوحيد الذي يشعر بالملل، إلا أنه في نفس الوقت، الحيوان الوحيد الذي باستطاعته أن يكسر الملل، ويبحث عن تجربة جديدة أو تحدٍ جديد، ما من شأنه أن يُغير مجرى حياته ومحيطه بالكامل.

ورغم كل ما يُصاحب «الملل» من مشاعر غير إيجابية، إلا أنه قد يكون جذوة أمل للحصول على شعور أفضل.