الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

المبررات الزائفة وأطفالنا

قرأت قبل فترة من الزمن في أحد المواقع الإخبارية دراسة نشرتها منظمة مقرها نيويورك تسمي نفسها «تعرف على العنف في الطفولة» جاء فيها أن ثلاثة أطفال من بين أربعة أطفال في جميع أرجاء العالم يتعرضون للعنف في كل عام سواء أكان البلد غنياً أو فقيراً. وإن أمعنا النظر في هذا التقدير فإننا نجد أنه كبير جداً، ولمزيد من التوضيح عندما تشاهد أربعة أطفال في المدرسة فإن ثلاثة منهم تعرضوا للعنف، وهذه الكلمة – العنف – يمكن وضع قائمة طويلة تحتها وتتضمنها، حيث توجد أنواع متعددة من العنف الذي قد يواجه الطفل منها: العنف اللفظي ويتضمن إصدار كلمات قاسية أو بذيئة نحو الطفل، وقد يكون عنفاً جسدياً من خلال الضرب أو الركل والصفع أو نحوها، أو نفسياً من خلال الحرمان والتهميش والتقليل من الشأن والحرمان العاطفي، عدم إظهار مشاعر الحب والحنان تجاهه، وقد يكون عنفاً جنسياً وقد وضع علماء النفس والصحة عدة معايير لما يندرج تحته العنف الجنسي.
هذه المنظمة المعنية بالطفل والعنف الذي يتعرض له، قالت في دراستها:«إن الأطفال الذين يشهدون إساءة معاملة من المرجح أن يصبحوا ضحايا، أو مرتكبين لاعتداءات عندما يكبرون.. كما أن العنف في مرحلة الطفولة يكاد يكون عالمياً، مما يؤثر على 1.7 مليار طفل على مدى العام الواحد». وفي نفس الخبر عن هذه الدراسة قالت ريما سوبرامانيان، المديرة التنفيذية لمؤسسة تعرف على العنف في الطفولة: «إن الأطفال يتعرضون لعقوبات عاطفية وجسدية منذ سنتين من العمر. والعنف سلوك متجذر في ثقافات عدة، إذ إن الضرب على سبيل المثال يعتبر في بعض المجتمعات شكلاً من أشكال الانضباط».
دون أدنى شك أن قضية العنف ضد الطفولة قضية عامة وعالمية، وليس المعني بها بلد دون سواه، الجميع شركاء في التعريف بخطورته وأثاره على المدى البعيد، وعلى المستوى الشخصي والفردي لكل واحد منا، التنبه لأن نفسية الطفل هشة وضعيفة وسريعة التأثر، ومن الأهمية حسن التعامل والهدوء والحب مع أطفالنا، وعدم وضع المبررات الزائفة لضربهم أو إيذائهم نفسياً بحجة التربية والتأديب.