إعلان الإمارات غزوها للفضاء

احتفلت الإمارات ومعها الدول الشقيقة والصديقة بوصول رائد الفضاء هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون أول عربي وإماراتي يصل لهذه المحطة الفضائية التي أنشئت عام 1998م.. وقد شاهد العالم التحام المركبة الفضائية بالمحطة الدولية بنجاح.. هذا الإنجاز هو مقدمة للمزيد من البرامج والمشاريع الواعدة في هذا لمجال والتي وضعت الخطط والبرامج الطموحة لتنفيذها، ورغم أن عمر برنامج الفضاء الإماراتي ليس بالطويل إذا ما تمت مقارنته بدول لديها خبرات طويلة وتجارب عديدة في غزو الفضاء مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الروسي أو حتى الاتحاد الأوروبي، إلا أن ما يميز برنامج الإمارات الفضائي أنه بدأ من النقطة التي وصل إليها العالم في مجال الفضاء وعلوم الفلك، وهذا يعني أننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، من أهم ملامح هذه الخطوات والانطلاقات الناجحة المبادرة بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، والتي باتت تعد أول وكالة فضاء عربية وهي أيضاً صاحبة أول مشروع عربي وإسلامي لاستكشاف كوكب المريخ، فقد أطلقت مشروعاً واعداً وطموحاً وأيضاً مشروعاً علمياً في غاية الأهمية وهو إرسال مسبار إلى كوكب المريخ، وبهذا تصبح الإمارات واحدة من بين تسع دول على مستوى العالم بأسره تقدمت لاستكشاف المريخ، وكما هو معروف سينطلق المسبار نحو كوكب المريخ في شهر يوليو من عام 2020 ومن المقرر أن يصل إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2021 وهذا يتزامن مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد بلادنا العزيزة، وهكذا تمضي الإمارات بخطى حثيثة وطموحة نحو الفضاء ونحو تحقيق الكشوف العلمية في مجال علمي جديد وواعد، ولتحقيق هذه الغاية تم إنشاء مجموعة الإمارات للابتكار الفضائي، وهي واحدة من مشاريع وكالة الإمارات للفضاء، وتهدف حسب ما أعلنته وكالة الإمارات للفضاء إلى: «توسيع إمكانيات النشاط الفضائي على الصعيد الوطني وتعزيز انخراط قطاع الفضاء الإماراتي في المشاريع المستقبلية المموّلة من قبل الوكالة، إلى جانب تطوير إمكانيات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القطاع الفضائي الإماراتي، وتنسيق المشاريع التي تنفذّها الجهات والأطراف المعنية بهذا القطاع». لقد كانت رحلة هزاع المنصوري بمثابة الإعلان الرسمي عن الحضور العالمي للإمارات في مجال غزو الفضاء.