الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رؤية جديدة

كتبت مقالة الأسبوع الماضي، بينما أتابع انطلاق أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية واليوم أكتب هذه المقالة وأنا أقرأ القرارات التي أقرها وأطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجهود سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم وفريقها ممثلاً في هيئة دبي للثقافة والفنون.

لا أبالغ إن قلت إن سعادتي بوصول رائد الفضاء سالماً إلى المحطة تساوي سعادتي بحزمة الرؤى الجديدة التي أُطلقت والتي تشكل دفعة بدايات جديدة للمشهد الثقافي الإماراتي.

أول فيزا ثقافية طويلة الأمد للمبدعين، منطقة حرة للمبدعين والفنانين في القوز، موسم عالمي للآداب يضم معرض كتاب ومؤتمرات وفعاليات، إضافة إلى سبعة مراكز ثقافية تتحول إلى مدارس للحياة.


هناك تجدد وتفرد وتنوع مدروس في هذه الحزمة من المبادرات التي تعي احتياجات المثقف والمبدع والمجتمع اليوم. إضافة إلى مبادرات تربط بين الثقافة والعمل الإنساني مثل أسبوع الفن العالمي من أجل الخير، والذي يذهب ريعه للمحتاجين. والأروع من كل شيء، أنها خطوة لتوحيد الجهات الثقافية وجهودها معاً.


لطالما علمت الإمارات العالم درساً في الاتحاد منذ ما يزيد على الأربعين عاماً ثم استمرت تبهر الدنيا بقفزات من تطور في الإنسان والعمران. اليوم تأتي هذه الرؤية بشكل موازٍ للقيم التي يتفرد بها هذا الوطن المعطاء.

هناك نقطة مثيرة للاهتمام وتستحق التركيز تطرقت إليها سمو الشيخة لطيفة حين قالت: «تكامل الدور الثقافي لدبي مع مكانتها الاقتصادية يقدم نموذجاً عربياً فريداً لمجتمع المستقبل»، إلى أن تكمل قائلة: «وحرصنا أن تكون رؤية دبي الثقافية الجديدة مواكبة لرؤية سموه التي جعلت من الإمارة مركزاً اقتصادياً عالمياً».

دبي التي سبقت العالم وتربعت رائدة تجارية وسياحية تتجه اليوم إلى الثقافة بخطى مدروسة. الأمر يتعدى حزمة مبادرات أو اهتمام ثقافي وأدبي إلى ما هو أبعد. متفائلة، وأرى في القادم ما لا يراه الكثيرون.