السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العراق اليوم.. هذا ما يجري!

لم تكن تظاهرات العراقيين التي انطلقت في الفاتح من الشهر الجاري ببغداد وست محافظات وسط وجنوب العراق مفاجئة للسلطات، والحكومة والبرلمان والأجهزة الأمنية، فقد كان المتظاهرون قد أعلنوا عنها قبل أيام ودعوا العراقيين للمشاركة فيها معلنين عن مكان وزمان شرارتها، لكن المفاجئة، أو المفاجئات المتلاحقة التي صدمت السلطات العراقية هي حجم هذه التظاهرات من حيث العدد وإصرار المتظاهرين على مطالبهم.

والمفاجأة الأكبر هي أن الغالبية العظمى من المتظاهرين هم من الشيعة والمحافظات التي أعلنت وقوفها ضد السلطات شيعية أيضا، وهذا ما أسقط اتهامات الحكومة والبرلمان وبعض الأحزاب السياسية من أن المتظاهرين "دواعش" و"بعثيين" و"مدعومين أمريكيا"، وهي اتهامات جاهزة ومعلبة وُجهت لكل المظاهرات منذ 2006 وحتى اليوم.

كما أقدمت السلطات العراقية على إغلاق الانترنيت، وهاجمت ميلشياتها بعض مكاتب القنوات الفضائية واعتقلت الصحفيين.


ومن جملة المفاجآت التي صدمت السلطات هي دعم جميع العراقيين بكل اديانهم وقومياتهم داخل وخارج العراق، لهذه التظاهرة التي سرعان ما تحولت إلى انتفاضة شعبية بعد أن واجه المتظاهرون السلميون رصاص الأجهزة الأمنية ومن دعمها بصدورهم مما أدى إلى سقوط أكثر من 110 ضحية وما يقرب من 5000 جريح.


المتظاهرون الذين صبروا أكثر من 16 سنة لنيل حقوقهم المشروعة، بحياة كريمة اعتيادية في ظل فساد مالي تجاوز ال 550 مليار دولار سرقها قادة الأحزاب والمسؤولون، نزلوا (المتظاهرون) إلى الشوارع رافعين شعارات عادية: (نازل آخذ حقي)، و(نريد وطن)، و(حاسبوا الفاسدين).

فماذا كان رد السلطات؟، خطابات ضعيفة ووعود باهتة من قبل رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وممثلي مرجعية السيستاني في النجف وكربلاء، التي انطلقت فيهما احتجاجات كبيرة أيضا، وتهديدات من زعماء الأحزاب وشخصيات موالية لإيران، واعتبر المتظاهرون هذه البيانات والوعود والتهديدات استهانة بهم وبمطالبهم مما زادهم قوة وإصرارا على المواصلة، والصمود رافعين سقف مطالبهم إلى وجوب تغيير النظام برمته.

وما كان متوقعاً من مشاركة الحرس الثوري الإيراني بقمع الانتفاضة وقتل الشباب قد تحقق، بعد أن كشفت وثائق وصور عن القبض على عناصر من الحرس الثوري مدججين بالسلاح في شوارع بغداد، ردا على إحراق المنتفضين للعلم العراقي ورفع شعار “ إيران برة برة.. بغداد حرة حرة".