الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الفلسفة.. جواهر العقول!

لم تكن كتب الفلسفة من ضمن اهتماماتي في بداياتي مع القراءة، وقد يكون أحد أهم الأسباب هو ذلك الانطباع السلبي في مجتمعاتنا تجاه كل ما يتعلّق بكلمة «فلسفة».

إلا أن تلك الصورة السلبية سرعان ما تبدّلت بمجرد قراءة بعض الكتب ومقدماتها، وأصبحت بعد ذلك متيّماً بكل ما هو فلسفي، خاصة الروائية منها.

إنّ التحدث عن أهمية هذه المادة الخام للفكر، وما يُمكن أن تُقدمه للبشرية أمر يحتاج إلى الكثير من الحبر، وبإيجاز، أرى بأنها بمثابة مرشدنا إلى إعمال الفكر وإلى الفهم العميق للنفس الإنسانية، حيث لا يُمكن تنمية القدرة على الحياة دون تنمية القدرة على التفكير، وبأنّ الأهم من الأشياء هو طريقة تفكيرنا في الأشياء، فليس دور الفلسفة أن تمنحنا القدرة على قراءة النصوص فحسب، بل دورها بالأساس أن تجعلنا قادرين على الحياة كما يقول سعيد ناشيد.


وفي ظل ما يعصف بعالمنا العربي، أرى نفسي أميل لأصوات العقل التي تُنادي بالرجوع إلى الفلسفة، التي آن الوقت لها لتعود لممارسة دورها المنسي، كحلٍ أمثل لبثّ دبيب الحياة في عقولنا التي أعلنت مقاطعتها للتفكير منذ وقت ليس بقصير.


ربما حان الوقت أن تكون الفلسفة مادة إجبارية تُدرّس في جامعاتنا، حين يكون الشباب في بداية معتركهم في الحياة، ولا يوجد لدي أدنى شك بأن دراسة جوهر آليات التفكير من خلال الفلسفة، هو السلاح الأمثل لمواجهة ما ينتظرهم من مصاعب وتحديات، بحيث تُساعدهم على إعادة التفكير ونظرتهم لكل ما يُحرّك مشاعرهم، ما من شأنه أن يُساعدهم على تحريرهم من مشاعرهم السلبية، ويجعلهم أقل عُرضة للتطرف والإنحراف.