السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بوابة غير أندلسية

تحتوي اللغة الإسبانية على أكثر من أربعة آلاف كلمة من أصل عربي. ترى كيف يعمل هذا التقارب؟ إن مشاركة الشارقة، العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام ضيف شرف مميزاً في معرض مدريد للكتاب (معرض ليبر) يصادف انتهاؤه يوم 12، وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسبانيا بأكثر من ذكرى من أهمها وصول مبعوثها كريستوفر كولومبوس إلى ما ظنه الهند الشرقية، ليكشف بذلك الأمريكتين ولتوضعا على خريطة العالم التي لن تعود كما كانت أبداً.

في أول جلسة لي ضمن مشاركتي وفد الإمارات في مدريد تحدثت عن التاريخ المشترك بين العرب والإسبان، ونظرة كل منهما لهذا التاريخ ولعلاقة البلدين والشعبين اليوم.

أتحدث في الوقع الذي يوقع فيه عشرات الكتاب الإماراتيين نتاجهم الأدبي من شعر وسرد المترجم إلى الإسبانية، وفيما تغطي الصحافة الإسبانية هذا الحراك الثقافي والفعاليات والندوات التي تناقش العديد من القضايا الفاعلة الحساسة التي تصب في صلب المشهد الثقافي اليوم، وبينما تقف الزهراء في قرطبة والحمراء في غرناطة والجعفرية في سرقسطة شاهداً على 800 عام من العطاء التجاري الاقتصادي والعلمي والأدبي الفريد.


إسبانيا حلقة الوصل التي نقلت حضارة العرب إلى أوروبا، ولعلها غيّرت التاريخ بأكثر من طريقة.


يخبرني أحد الكتاب أنه لا يحب اختصار علاقة العرب والإسبان بالأندلس، ولا بالبكاء على أطلالها. أميل إلى الاتفاق معه لأن العلاقة كاللغة كالكلمات كائن حي، هي ابنة اليوم ونتاج الأمس وصنيعة كل التفاصيل التي تنسجها، وهو بالضبط ما ترمي إليه الدبلوماسية الثقافية التي تمارسها الشارقة متمثلة في هيئة الشارقة للكتاب بكل ذكاء ووعي.

قريباً من كل ذلك، ومن بوابة جديدة، أثناء بحثي في الموشحات الأندلسية اكتشف أنها كانت تُصاغ من خلط كلمات عربية وأخرى إسبانية معاً في شطري بيت. وهذه أيضاً بوابة أخرى مختلفة.